" صفحة رقم ٣٢٢ "
الفعل الذي نصب تعساً ؛ ولأنّ المعنى فقال : تعسا لهم، أو فقضى تعسا لهم. وتعسا له : نقيض ( لعاله ) قال الأعشى : فَالتَّعْسُ أَوْلَى لَهَا مِنْ أَنْ أَقُولَ لَعَا ;
يريد : فالعثور والانحطاط أقرب لها من الانتعاش والثبوت. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : يريد في الدنيا القتل، وفي الآخرة التردي في النار ) كَرِهُواْ ( القرآن وما أنزل الله فيه من التكاليف والأحكام، لأنهم قد ألفوا الإهمال وإطلاق العنان في الشهوات والملاذ فشق عليهم ذلك وتعاظمهم.
) أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِى الاٌّ رْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا (
محمد :( ١٠ ) أفلم يسيروا في.....
دمره : أهلكه، ودمر عليه : أهلك عليه ما يختص به. والمعنى : دمر الله عليهم ما اختص بهم من أنفسهم وأموالهم وأولادهم وكل ما كان لهم ) وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ( الضمير للعاقبة المذكورة أو للهلكة ؛ لأن التدمير يدل عليها. أو للسنة، لقوله عزّ وعلا ) سُنَّةَ اللَّهِ فِى الَّذِينَ خَلَوْاْ ( ( الأحزاب : ٣٨ / ٦٢ ).
) ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لاَ مَوْلَى لَهُمْ (
محمد :( ١١ ) ذلك بأن الله.....
) مَوْلَى الَّذِينَ ءامَنُواْ ( وليهم وناصرهم. وفي قراءة ابن مسعود ( ولي الذين آمنوا ) ويروى :
( ١٠٣٦ ) أن رسول الله ( ﷺ ) كان في الشعب يوم أحد وقد فشت فيهم الجراحات، وفيه نزلت، فنادى المشركون : اعل هبل : فنادى المسلمون : الله أعلى وأجل، فنادى المشركون : يوم بيوم والحرب سجال، إن لنا عزى ولا عزى لكم ؛ فقال رسول الله ( ﷺ ) :( قولوا الله مولانا ولا مولى لكم، إن القتلى مختلفة أما قتلانا فأحياء يرزقون وأما قتلاكم ففي النار يعذبون. فإن قلت : قوله تعالى :) وَرُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقّ ( ( يونس : ٣٠ ) مناقض لهذه الآية. قلت : لا تناقض بينهما، لأن الله مولى عباده جميعاً


الصفحة التالية
Icon