" صفحة رقم ٣٢٩ "
إِسْرَارَهُمْ فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُواْ مَآ أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُواْ رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (
محمد :( ٢٥ - ٢٨ ) إن الذين ارتدوا.....
) الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ ( جملة من مبتدأ وخبر وقعت خبراً لأنّ، كقولك : إنّ زيداً عمرو مرّ به. سوّل لهم : سهل لهم ركوب العظائم، من السول وهو الاسترخاء، وقد اشتقه من السؤل من لا علم له بالتصريف والاشتقاق جميعاً ) وَأَمْلَى لَهُمْ ( ومدّ لهم في الآمال والأماني. وقرىء :( وأملى لهم ) يعني : إنّ الشيطان يغويهم وأنا أنظرهم، كقوله تعالى :) أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ ( ( آل عمران : ١٧٨ ) وقرىء :( وأملى لهم ) على البناء للمفعول، أي : أمهلوا ومدّ في عمرهم. وقرىء :( سوّل لهم )، ومعناه : كيد الشيطان زين لهم على تقدير حذف المضاف. فإن قلت : من هؤلاء ؟ قلت : اليهود كفروا بمحمد ( ﷺ ) من بعد ما تبين لهم الهدى، وهو نعته في التوراة. وقيل : هم المنافقون. الذين قالوا اليهود، والذين كرهوا ما نزل الله : المنافقون. وقيل عكسه، وأنه قول المنافقين لقريظة والنضير : لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم. وقيل :) بَعْضِ الاْمْرِ ( : التكذيب برسول الله ( ﷺ )، أو بلا إلاه إلا الله، أو ترك القتال معه. وقيل : هو قول أحد الفريقين للمشركين : سنطيعكم في التظافر على عداوة رسول الله ( ﷺ ) والقعود عن الجهاد معه. ومعنى :) فِى بَعْضِ الاْمْرِ ( في بعض ما تأمرون به. أو في بعض الأمر الذي يهمكم ) وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ( وقرىء :( إسرارهم ) على المصدر، قالوا ذلك سراً فيما بينهم، فأفشاه الله عليهم. فكيف يعملون وما حيلتهم حينئذٍ ؟ وقرىء :( توفاهم ) ويحتمل أن يكون ماضياً، ومضارعاً قد حذفت إحدى تاءيه، كقوله تعالى :) إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَئِكَةُ ( ( النساء : ٩٧ ). وعن ابن عباس رضي الله عنهما : لا يتوفى أحد على معصية الله إلا يضرب من الملائكة في وجهه ودبره ) ذَلِكَ ( إشارة إلى التوفي الموصوف ) مَا أَسْخَطَ اللَّهَ ( من كتمان نعت رسول الله ( ﷺ ). و ) رِضْوَانَهُ ( : الإيمان برسول الله.
) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِى لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (
محمد :( ٢٩ - ٣٠ ) أم حسب الذين.....
) أَضْغَانَهُمْ ( أحقادهم وإخراجها : إبرازها لرسول الله ( ﷺ ) وللمؤمنين. وإظهارهم على نفاقهم وعداوتهم لهم، وكانت صدورهم تغلى حنقاً عليهم ) لارَيْنَاكَهُمْ ( لعرفناكهم