" صفحة رقم ٣٣٣ "
كراهتكم ومقتكم لدين يذهب بأموالكم، والضمير في ) يَخْرُجُ ( لله عز وجل، أي يضغنكم بطلب أموالكم. أو للبخل ؛ لأنه سبب الاضطغان، وقرىء ( تخرج ) بالنون. ويخرج، بالياء والتاء مع فتحهما ورفع أضغانكم ) هَؤُلاء ( موصول بمعنى الذين صلته ) تَدْعُونَ ( أي أنتم الذين تدعون. أو أنتم يا مخاطبون هؤلاء الموصوفون، ثم استأنف وصفهم، كأنهم قالوا : وما وصفنا ؟ فقيل : تدعون ) لِتُنفِقُواْ فِى سَبِيلِ اللَّهِ ( قيل : هي النفقة في الغزو. وقيل : الزكاة، كأنه قيل : الدليل على أنه لو أحفاكم لبخلتم وكرهتم العطاء واضطغنتم أنكم تدعون إلى أداء ربع العشر، فمنكم ناس يبخلون به، ثم قال :) وَمَن يَبْخَلْ ( بالصدقة وأداء الفريضة. فلا يتعداه ضرر بخله، وإنما ) يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ( يقال بخلت عليه وعنه، وكذلك ضننت عليه وعنه. ثم أخبر أنه لا يأمر بذلك ولا يدعو إليه لحاجته إليه، فهو الغني الذي تستحيل عليه الحاجات، ولكن لحاجتكم وفقركم إلى الثواب ) وَإِن تَتَوَلَّوْاْ ( معطوف على : وإن تؤمنوا وتتقوا ) يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ( يخلق قوماً سواكم على خلاف صفتكم راغبين في الإيمان والتقوى، غير متولين عنهما، كقوله تعالى :) وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ( ( إبراهيم : ١٩ ) وقيل : هم الملائكة. وقيل : الأنصار. وعن ابن عباس : كندة والنخع. وعن الحسن : العجم. وعن عكرمة : فارس والروم.
( ١٠٣٩ ) وسئل رسول الله ( ﷺ ) عن القوم وكان سلمان إلى جنبه، فضرب على فخذه وقال :( هذا وقومه، والذي نفسي بيده، لو كان الإيمان منوطاً بالثريا لتناوله رجال من فارس ).
وعن رسول الله ( ﷺ ) :
( ١٠٤٠ ) ( من قرأ سورة محمد ( ﷺ ) كان حقاً على الله أن يسقيه من أنهار الجنة ).


الصفحة التالية
Icon