" صفحة رقم ٣٤١ "
ومعنى ) يُسْلِمُونَ ( ينقادون، لأنّ الروم نصارى، وفارس مجوس يقبل منهم إعطاء الجزية. فإن قلت : عن قتادة أنهم ثقيف وهوازن، وكان ذلك في أيام رسول الله ( ﷺ ) ؟ قلت : إن صح ذلك فالمعنى : لن تخرجوا معي أبداً ما دمتم على ما أنتم عليه من مرض القلوب والاضطراب في الدين. أو على قول مجاهد : كان الموعد أنهم لا يتبعون رسول الله ( ﷺ ) إلا متطوعين لا نصيب لهم في المغنم ) كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مّن قَبْلُ ( يريد في غزوة الحديبية. أو يسلمون. معطوف على تقاتلونهم، أي : يكون أحد الأمرين : إما المقاتلة، أو الإسلام، لا ثالث لهما. وفي قراءة أبيّ :( أو يسلموا ) بمعنى : إلى أن يسلموا.
) لَّيْسَ عَلَى الاٌّ عْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الاٌّ عْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاٌّ نْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً (
الفتح :( ١٧ ) ليس على الأعمى.....
نفى الحرج عن هؤلاء من ذوي العاهات في التخلف عن الغزو. وقرىء :( ندخله ) ( ونعذبه ) بالنون.
) لَّقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَان اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (
الفتح :( ١٨ ) لقد رضي الله.....
هي بيعة الرضوان، سميت بهذه الآية، وقصتها :
( ١٠٤٥ ) أنّ النبي ( ﷺ ) حين نزل الحديبية بعث خِراش بن أمّية الخزاعي رسولاً إلى أهل مكة، فهموا به فمنعه الأحابيش، فلما رجع دعا بعمر رضي الله عنه ليبعثه فقال : إني أخافهم على نفسي، لما عرف من عداوتي إياهم وما بمكة عدويّ يمنعني، ولكني أدلك على رجل هو أعز بها مني وأحب إليهم : عثمان بن عفان فبعثه فخبرهم أنه لم يأت بحرب، وإنما جاء زائراً لهذا البيت معظماً لحرمته، فوقروه وقالوا : إن شئت أن تطوف


الصفحة التالية
Icon