" صفحة رقم ٣٥٠ "
بحذف الهمزة ونقل حركتها إلى ما قبلها. وشطوه، بقلبها واواً ) فَآزَرَهُ ( من المؤازرة وهي المعاونة. وعن الأخفش : أنه أفعل. وقرىء :( فأزره ) بالتخفيف والتشديد، أي : فشدّ أزره وقوّاه. ومن جعل ) ءازَرَ ( أفعل، فهو في معنى القراءتين ) فَاسْتَغْلَظَ ( فصار من الدقة إلى الغلظ ) فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ ( فاستقام على قصبه جمع ساق. وقيل : مكتوب في الإنجيل سيخرج قوم ينبتون نبات الزرع، يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وعن عكرمة : أخرج شطأه بأبي بكر، فآزره بعمر، فاستغلظ بعثمان، فاستوى على سوقه بعليّ. وهذا مثل ضربه الله لبدء أمر الإسلام وترقيه في الزيادة إلى أن قوى واستحكم، لأنّ النبي ( ﷺ )، قام وحده. ثم قوّاه الله بمن آمن معه كما يقوى الطاقة الأولى من الزرع ما يحتف بها مما يتولد منها حتى يعجب الزرّاع. فإن قلت : قوله :) لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ( تعليل لماذا ؟ قلت : لما دل عليه تشبيههم بالزرع من نمائهم وترقيهم في الزيادة والقوّة، ويجوز أن يعلل به ) وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُواْ ( لأنّ الكفار إذا سمعوا بما أعدّ لهم في الآخرة مع ما يعزهم به في الدنيا غاظهم ذلك. ومعنى ) مِنْهُم ( البيان، كقوله تعالى :) فَاجْتَنِبُواْ الرّجْسَ مِنَ الاْوْثَانِ ( ( الحج : ٣٠ ).
عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( ١٠٥٣ ) ( من قرأ سورة الفتح فكأنما كان ممن شهد مع محمد فتح مكة ).


الصفحة التالية
Icon