" صفحة رقم ٣٥٢ "
في الكلام العريان : وهي تصوير الهجنة والشناعة فيما نهوا عنه من الإقدام على أمر من الأمور دون الاحتذاء على أمثلة الكتاب والسنة : والمعنى : أن لا تقطعوا أمراً إلا بعدما يحكمان به ويأذنان فيه، فتكونوا إما عاملين بالوحي المنزل. وإما مقتدين برسول الله ( ﷺ ). وعليه يدور تفسير ابن عباس رضي الله عنه. وعن مجاهد : لا تفتاتوا على الله شيئاً حتى يقصه على لسان رسوله. ويجوز أن يجري مجرى قولك : سرني زيد وحسن حاله، وأعجبت بعمرو وكرمه. وفائدة هذا الأسلوب : الدلالة على قوّة الاختصاص، ولما كان رسول الله ( ﷺ ) من الله بالمكان الذي لا يخفى : سلك له ذلك المسلك. وفي هذا تمهيد وتوطئة لما نقم منهم فيما يتولوه من رفع أصواتهم فوق صوته : لأنّ من أحظاه الله بهذه الأثرة واختصه هذا الاختصاص القوي : كان أدنى ما يجب له من التهيب والإجلال أن يخفض بين يديه الصوت، ويخافت لديه بالكلام. وقيل :
( ١٠٥٤ ) بعث رسول الله ( ﷺ ) إلى تهامة سرية سبعة وعشرين رجلاً وعليهم المنذر بن عمرو الساعدي، فقتلهم بنو عامر وعليهم عامر بن الطفيل. إلا الثلاثة نفر نجوا فلقوا رجلين من بني سليم قرب المدينة، فاعتزيا لهم إلى بني عامر، لأنهم أعز من بني سليم، فقتلوهما وسلبوهما، ثم أتوا رسول الله ( ﷺ ) فقال :( بئسما صنعتم كانا من سليم، والسلب ما كسوتهما ) فوداهما رسول الله ( ﷺ ) ونزلت، أي : لا تعملوا شيئاً من ذات أنفسكم حتى تستأمروا رسول الله ( ﷺ ). وعن مسروق :
( ١٠٥٥ ) دخلت على عائشة في اليوم الذي يشك فيه، فقالت للجارية : اسقه عسلاً، فقلت : إني صائم، فقالت : قد نهى الله عن صوم هذا اليوم. وفيه نزلت. وعن الحسن :