" صفحة رقم ٣٧٠ "
عَلَى النّسَاء ( ( النساء : ٣٤ ) وقال عليه الصلاة والسلام :
( ١٠٦٩ ) ( النساء لحم على وضم إلا ما ذب عنه ) والذابون هم الرجال، وهو في الأصل جمع قائم، كصوّم وزوّر : في جمع صائم وزائر. أو تسمية بالمصدر. عن بعض العرب : إذا أكلت طعاماً أحببت نوماً وأبغضت قوماً. أي قياماً، واختصاص القوم بالرجال : صريح في الآية وفي قول زهير : أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ ;
وأما قولهم في قوم فرعون وقوم عاد : هم الذكور والإناث، فليس لفظ القوم بمتعاط للفريقين، ولكن قصد ذكر الذكور وترك ذكر الإناث لأنهن توابع لرجالهن، وتنكير القوم والنساء يحتمل معنيين : أن يراد : لا يسخر بعض المؤمنين والمؤمنات من بعض ؛ وأن تقصد إفادة الشياع، وأن تصير كل جماعة منهم منهية عن السخرية، وإنما لم يقل : رجل من رجل، ولا امرأة من امرأة على التوحيد، إعلاماً بإقدام غير واحد من رجالهم وغير واحدة من نسائهم على السخرية، واستفظاعاً للشأن الذي كانوا عليه، ولأنّ مشهد الساخر لا يكاد يخلو ممن يتلهى ويستضحك على قوله، ولا يأتي ما عليه من النهي والإنكار، فيكون شريك الساخر وتلوه في تحمل الوزر، وكذلك كل من يطرق سمعه فيستطيبه ويضحك به، فيؤدي ذلك وإن أوجده واحد إلى تكثر السخرة وانقلاب الواحد جماعة وقوماً. وقول تعالى :) عَسَى أَن يَكُونُواْ خَيْراً مّنْهُمْ ( كلام مستأنف قد ورد


الصفحة التالية
Icon