" صفحة رقم ٣٨٥ "
) وَالاٌّ رْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ (
ق :( ٧ - ٨ ) والأرض مددناها وألقينا.....
) مَدَدْنَاهَا ( دحوناها ) رَوَاسِىَ ( جبالاً ثوابت لولا هي لتكفأت ) مِن كُلّ زَوْجٍ ( من كل صنف ) بَهِيجٍ ( يبتهج به لحسنه ) تَبْصِرَةً وَذِكْرَى ( لتبصر به وتذكر كل ) عَبْدٍ مُّنِيبٍ ( راجع إلى ربه، مفكر في بدائع خلقه. وقرىء :( تبصرة وذكرى ) بالرفع، أي : خلقها تبصرة.
) وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَآءِ مَآءً مُّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ رِّزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَالِكَ الْخُرُوجُ (
ق :( ٩ - ١١ ) ونزلنا من السماء.....
) مَاء مُّبَارَكاً ( كثير المنافع ) وَحَبَّ الْحَصِيدِ ( وحب الزرع الذي من شأنه أن يحصد، وهو ما يقتات به من نحو الحنطة والشعير وغيرهما ) بَاسِقَاتٍ ( طوالاً في السماء : وفي قراءة رسول الله ( ﷺ ) : باصقات، بإبدال السين صاداً لأجل القاف ) نَّضِيدٌ ( منضود بعضه فوق بعض : إما أن يراد كثرة الطلع وتراكمه ؛ أو كثرة ما فيه من الثمر ) رِزْقاً ( على أنبتناها رزقاً، لأنّ الإنبات في معنى الرزق. أو على أنه مفعول له، أي : أنبتناها لنرزقهم ) كَذالِكَ الْخُرُوجُ ( كما حييت هذه البلدة الميتة، كذلك تخرجون أحياء بعد موتكم، والكاف في محل الرفع على الابتداء.
) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الاٌّ يْكَةِ وَقَوْمُ تُّبَّعٍ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ (
ق :( ١٢ ) كذبت قبلهم قوم.....
أراد بفرعون قومه كقوله تعالى :) مّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ ( ( يونس : ٨٣ ) لأنّ المعطوف عليه قوم نوح، والمعطوفات جماعات ) كُلٌّ ( يجوز أن يراد به كل واحد منهم، وأن يراد جميعهم، إلا أنه وحد الضمير الراجع إليه على اللفظ دون المعنى ) فَحَقَّ وَعِيدِ ( فوجب وحل وعيدي، وهو كلمة العذاب. وفيه تسلية لرسول الله ( ﷺ )، وتهديد لهم.
) أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الاٌّ وَّلِ بَلْ هُمْ فِى لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (
ق :( ١٥ ) أفعيينا بالخلق الأول.....
عيى بالأمر : إذا لم يهتد لوجه عمله، والهمزة للإنكار. والمعنى : أنا لم نعجز كما علموا عن الخلق الأول، حتى نعجز عن الثاني، ثم قال : هم لا ينكرون قدرتنا على الخلق الأوّل، واعترافهم بذلك في طيه الاعتراف بالقدرة على الإعادة ) بَلْ هُمْ فِى لَبْسٍ ( أي في خلط وشبهة. قد لبس عليهم الشيطان وحيرهم. ومنه قول علي رضي الله عنه :


الصفحة التالية
Icon