" صفحة رقم ٣٩٠ "
) وَقَالَ قَرِينُهُ هَاذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ (
ق :( ٢٣ ) وقال قرينه هذا.....
) وَقَالَ قَرِينُهُ ( هو الشيطان الذي قيض له في قوله :) نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ( ( الزخرف : ٣٦ ) يشهد له قوله تعالى :) قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ ( ( ق : ٢٧ ). ) هَاذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ ( هذا شيء لديّ وفي ملكتي عتيد لجهنم. والمعنى : أن ملكاً يسوقه وآخر يشهد عليه، وشيطاناً مقروناً به، يقول : قد أعتدته لجهنم وهيأته لها بإغوائي وإضلالي. فإن قلت : كيف إعراب هذا الكلام ؟ قلت : إن جعلت ) مَا ( موصوفة، فعتيد : صفة لها : وإن جعلتها موصولة، فهو بدل، أو خبر بعد خبر. أو خبر مبتدأ محذوف.
) أَلْقِيَا فِى جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ الَّذِى جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلَاهاً ءَاخَرَ فَأَلْقِيَاهُ فِى الْعَذَابِ الشَّدِيدِ (
ق :( ٢٤ - ٢٦ ) ألقيا في جهنم.....
) أَلْقِيَا ( خطاب من الله تعالى للملكين السابقين : السائق والشهيد : ويجوز أن يكون خطاباً للواحد على وجهين : أحدهما قول المبرد : أن تثنية الفاعل نزلت منزلة تثنية الفعل لاتحادهما، كأنه قيل : ألق ألق : للتأكيد. والثاني : أنّ العرب أكثر ما يرافق الرجل منهم اثنان، فكثر على ألسنتهم أن يقولوا : خليليّ وصاحبيّ، وقفا وأسعدا، حتى خاطبوا الواحد خطاب الاثنين عن الحجاج أنه كان يقول : يا حرسي، اضربا عنقه. وقرأ الحسن ( ألقين ) بالنون الخفيفة. ويجوز أن تكون الألف في ) أَلْقِيَا ( بدلاً من النون : إجراء للوصل مجرى الوقف ) عَنِيدٍ ( معاند مجانب للحق معاد لأهله ) مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ ( كثير المنع للمال على حقوقه، جعل ذلك عادة له لا يبذل منه شيئاٌ قط. أو مناع لجنس الخير أن يصل إلى أهله يحول بينه وبينهم. قيل : نزلت في الوليد بن المغيرة، كان يمنع بني أخيه من الإسلام، وكان يقول : من دخل معكم فيه لم أنفعه بخير ما عشت ) مُعْتَدٍ ( ظالم متخط للحق ) مُرِيبٍ ( شاك في الله وفي دينه ) الَّذِى جَعَلَ ( مبتدأ مضمن معنى الشرط، ولذلك أجيب بالفاء. ويجوز أن يكون ) الَّذِى جَعَلَ ( منصوباً بدلاً من ) كُلَّ كَفَّارٍ ( ويكون ) فَأَلْقِيَاهُ ( تكريراً للتوكيد.
) قَالَ قرِينُهُ رَبَّنَا مَآ أَطْغَيْتُهُ وَلَاكِن كَانَ فِى ضَلَلٍ بَعِيدٍ (
ق :( ٢٧ ) قال قرينه ربنا.....
فإن قلت : لم أخليت هذه الجملة عن الواو وأدخلت على الأولى ؟ قلت : لأنها استؤنفت كما تستأنف الجمل الواقعة في حكاية التقاول كما رأيت في حكاية المقاولة بين موسى وفرعون. فإن قلت : فأين التقاول هاهنا ؟ قلت : لما قال قرينه :) هَاذَا مَا لَدَىَّ عَتِيدٌ


الصفحة التالية
Icon