" صفحة رقم ٤١ "
الاستعظام : والثاني : أن يتخيل العجب ويفرض. وقد جاء في الحديث :
( ٩٤٥ ) ( عجب ربكم من ألكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم ). وكان شريح يقرأ بالفتح ويقول : إنّ الله لا يعجب من شيء، وإنما يعجب من لا يعلم، فقال إبراهيم النخعي : إنّ شريحاً كان يعجبه علمه وعبد الله أعلم، يريد عبد الله بن مسعود، وكان يقرأ بالضم. وقيل : معناه : قل يا محمد بل عجبت. ) وَيَسْخُرُونَ وَإِذَا ذُكّرُواْ ( ودأبهم أنهم إذا وعظوا بشيء لا يتعظون به ) وَإِذَا رَأَوْاْ ءايَةً ( من آيات الله البينة كانشقاق القمر ونحوه ) يَسْتَسْخِرُونَ ( يبالغون في السخرية، أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها.
) وَقَالُواْ إِن هَاذَآ إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ أَءِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ ءَابَآؤُنَا الاٌّ وَّلُونَ قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (
الصافات :( ١٥ - ١٩ ) وقالوا إن هذا.....
) وَءابَاؤُنَا ( معطوف على محل ) إِن ( واسمها. أو على الضمير في مبعوثون، والذي جوّز العطف عليه الفصل بهمزة الاستفهام. والمعنى : أيبعث أيضاً آباؤنا على زيادة الاستبعاد، يعنون أنهم أقدم، فبعثهم أبعد وأبطل. وقرىء :( أو آباؤنا ) ) قُلْ نَعَمْ ( وقرىء :( نعم ) بكسر العين وهما لغتان. وقرىء :( قال نعم ) أي : الله تعالى أو الرسول ( ﷺ ). والمعنى : نعم تبعثون ) وَأَنتُمْ داخِرُونَ ( صاغرون ) فَإِنَّمَا ( جواب شرط مقدّر تقديره : إذا كان ذلك فما ) هِىَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ ( وهي لا ترجع إلى شيء، إنما هي مبهمة موضحها خبرها. ويجوز : فإنما البعثة زجرة واحدة وهي النفخة الثانية. والزجرة : الصيحة، من قولك : زجر الراعي الإبل أو الغنم : إذا صاح عليها فريعت لصوته. ومنه قوله : زَجْرَ أَبِي عُرْوَةَ السِّبَاعَ إذَا
أَشْفَقَ أَنْ يَخْتَلِطْنَ بِالغَنَمِ
يريد تصوينه بها ) فَإِذَا هُم ( أحياء بصراء ) يُنظَرُونَ (.
) وَقَالُواْ ياوَيْلَنَا هَاذَا يَوْمُ الدِّينِ هَاذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِى كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (
الصافات :( ٢٠ - ٢١ ) وقالوا يا ويلنا.....
يحتمل أن يكون ) هَاذَا يَوْمُ الدّينِ ( إلى قوله :) احْشُرُواْ ( من كلام الكفرة بعضهم