" صفحة رقم ٤٢٢ "
الفعلة اسم للمرّة من الفعل، فكانت في حكمها، أي : نزل عليه جبريل عليه السلام نزلة أخرى في صورة نفسه، فرآه عليها، وذلك ليلة المعراج. قيل : في سدرة المنتهى : هي شجرة نبق في السماء السابعة عن يمين العرش : ثمرها كقلال هجر، وورقها كآذان الفيول، تنبع من أصلها الأنهار التي ذكرها الله في كتابه، يسير الراكب في ظلها سبعين عاماً لا يقطعها. والمنتهى : بمعنى موضع الانتهاء، أو الانتهاء، كأنها في منتهى الجنة وآخرها. وقيل : لم يجاوزها أحد، وإليها ينتهي علم الملائكة وغيرهم، ولا يعلم أحد ما وراءها. وقيل : تنتهي إليها أرواح الشهداء ) جَنَّةُ الْمَأْوَى ( الجنة التي يصير إليها المتقون : عن الحسن. وقيل : تأوى إليها أرواح الشهداء. وقرأ علي وابن الزبير وجماعة ( جنة المأوى ) أي ستره بظلاله ودخل فيه. وعن عائشة : أنها أنكرته وقالت : من قرأ به فأجنه الله ) مَا يَغْشَى ( تعظيم وتكثير لما يغشاها، فقد علم بهذه العبارة أن ما يغشاها من الخلائق الدالة على عظمة الله وجلاله : أشياء لا يكتنهها النعت ولا يحيط بها الوصف. وقد قيل : يغشاها الجم الغفير من الملائكة يعبدون الله عندها. وعن رسول الله ( ﷺ ) :
( ١١٠١ ) ( رأيت على كل ورقة من ورقها ملكاً قائماً يسبح الله ). وعنه عليه الصلاة والسلام :
( ١١٠٢ ) يغشاها رفرف من طير خضر. وعن ابن مسعود وغيره : يغشاها فراش من ذهب ( ما زاغ ) بصر رسول الله ( ﷺ ) ( وما طغى ) أي أثبت ما رأى اثباتا مستيقناً صحيحاً، من غير أن يزيغ بصره عنه أو يتجاوزه، أو ما عدل عن رؤية العجائب التي أمر برؤيتها ومكن منها، وما طغى : وما جاوز ما أمر برؤيته ) لَقَدْ رَأَى ( والله لقد رأى ) مِنْ ءايَاتِ رَبّهِ ( الآيات التي هي كبراها وعظماها، يعني : حين رقى ربه إلى السماء فأري عجائب الملكوت.