" صفحة رقم ٤٣٢ "
القمر قد انشق، كما تقول : أقبل الأمير وقد جاء المبشر بقدومه. وعن حذيفة أنه خطب بالمدائن ثم قال :
( ١١١٢ ) ألا إن الساعة قد اقتربت وإن القمر قد انشق على عهد نبيكم. مستمر : دائم مطرد، وكل شيء قد انقادت طريقته ودامت حاله، قيل فيه : قد استمرّ. لما رأوا تتابع المعجزات وترادف الآيات : قالوا : هذا سحر مستمرّ. وقيل : مستمرّ قوي محكم، من قولهم : استمر مريره. وقيل : هو من استمر الشيء إذا اشتدت مرارته، أي : مستبشع عندنا، مرّ على لهواتنا، لا نقدر أن نسيغه كما لا يساغ المر الممقر. وقيل : مستمر مارّ، ذاهب يزول ولا يبقى، تمنية لأنفسهم وتعليلاً. وقرىء :( وإن يروا ) ) وَاتَّبَعُواْ أَهْوَاءهُمْ ( وما زين لهم الشيطان من دفع الحق بعد ظهوره ) وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ ( أي كل أمر لا بد أن يصير إلى غاية يستقرّ عليها، وإن أمر محمد سيصير إلى غاية يتبين عندها أنه حق، أو باطل وسيظهر لهم عاقبته. أو وكل أمر من أمرهم وأمره مستقر، أي : سيثبت ويستقر على حالة خذلان أو نصرة في الدنيا، وشقاوة أو سعادة في الآخرة. وقرىء : بفتح القاف، يعني ( كل أمر ذو مستقرّ ) أي : ذو استقرار. أو ذو موضع استقرار أو زمان استقرار. وعن أبي جعفر ؛ مستقر، بكسر القاف والجرّ عطفاً على الساعة، أي : اقترتب الساعة واقترب كل أمر مستقر يستقر ويتبين حاله.
) وَلَقَدْ جَآءَهُم مِّنَ الاٌّ نبَآءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ فَمَا تُغْنِى النُّذُرُ فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِ إِلَى شَىْءٍ نُّكُرٍ خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الاٌّ جْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَاذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (
القمر :( ٤ - ٨ ) ولقد جاءهم من.....
) مّنَ الاْنبَاء ( من القرآن المودع أنباء القرون الخالية أو أنباء الآخرة، وما وصف من عذاب الكفار ) مُزْدَجَرٌ ( ازدجار أو موضع ازدجار. والمعنى : هو في نفسه موضع الازدجار ومظنة له، كقوله تعالى :) لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ( ( الأحزاب : ٢١ ) أي هو أسوة. وقرىء :( مزجر ) بقلب تاء الإفتعال زايا وإدغام الزاي فيها ) حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ( بدل من ماء. أو على : هو حكمة. وقرىء بالنصب حالاً من ما. فإن قلت : إن