" صفحة رقم ٤٣٣ "
كانت ما موصوفة ساغ لك أن تنصب حكمة حالا، فكيف تعمل إن كانت موصوفة ؟ وهو الظاهر. قلت : تخصصها الصفة ؛ فيحسن نصب الحال عنها ) فَمَا تُغْنِى النُّذُرُ ( نفي أو إنكار. وما منصوبة، أي فأي غناء تغني النذر ) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ( لعلمك أن الإنذار لا يغني فيهم. نصب ) يَوْمَ يَدْعُو الدَّاعِىَ ( بيخرجون، أو بإضمار اذكر. وقرىء : بإسقاط الياء اكتفاء بالكسرة عنها، والداعي إسرافيل أو جبريل، كقوله تعالى :) يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ ( ( ق : ٤١ ) ) إِلَى شَىْء نُّكُرٍ ( منكر فظيع تنكره النفوس لأنها لم تعهد بمثله وهو هول يوم القيامة. وقرىء :( نكر ) بالتخفيف ؛ ونكر بمعنى أنكر ) خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ ( حال من الخارجين فعل للأبصار وذكر، كماتقول : يخشع أبصارهم. وقرى :( خاشعة ) على : تخشع أبصارهم. وخشعاً، على : يخشعن أبصارهم، وهي لغة من يقول : أكلوني البراغيث، وهم طيء. ويجوز أن يكون في ) خُشَّعاً ( ضميرهم، وتقع ) أَبْصَارَهُمْ ( بدلاً عنه. وقرىء ( خشع أبصارهم )، على الابتداء والخبر، ومحل الجملة النصب على الحال. كقوله : وَجَدْتُهُ حاضِرَاهُ الْجُودُ وَالْكَرَمُ
وخشوع الأبصار : كناية عن الذلة والانخزال، لأن ذلة الذليل وعزة العزيز تظهران في عيونهما. وقرىء :( يخرجون من الأجداث ) من القبور ) كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ ( الجراد مثل في الكثرة والتموّج. يقال في الجيش الكثير المائج بعضه في بعض : جاؤا كالجراد، وكالدبا منتشر في كل مكان لكثرته ) مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِىَ ( مسرعين مادّي أعناقهم إليه. وقيل : ناظرين إليه لا يقلعون بأبصارهم. قال :
تَعَبَّدَنِي نِمْرُ بْنُ سَعْدِ وَقَدْ أَرَى وَنِمْرُ بْنُ سَعْدٍ لِي مُطِيعٌ وَمُهْطِعُ
) كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُواْ عَبْدَنَا وَقَالُواْ مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ فَدَعَا رَبَّهُ أَنُّى مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ فَفَتَحْنَآ أَبْوَابَ السَّمَآءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الاٌّ رْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى المَآءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ تَجْرِى بِأَعْيُنِنَا جَزَآءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ وَلَقَدْ تَّرَكْنَاهَا ءايَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِى وَنُذُرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْءَانَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِر ( ٧ )
القمر :( ٩ ) كذبت قبلهم قوم.....