" صفحة رقم ٤٣٥ "
لَنَا إبْلاَنِ فِيهِمَا مَا علمْتُمُ
وقرأ الحسن ( الماوان )، بقلب الهمزة واواً، كقولهم : علباوان ) عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ( على حال قدرها الله كيف شاء. وقيل : على حال جاءت مقدّرة مستوية : وهي أن قدر ما أنزل من السماء كقدر ما أخرج من الأرض سواء بسواء. وقيل : على أمر قد قدر في اللوح أنه يكون، وهو هلاك قوم نوح بالطوفان ) عَلَى ذَاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ ( أراد السفينة، وهي من الصفات التي تقوم مقام الموصوفات فتنوب منا بها وتودي مؤداها. بحيث لا يفصل بينها وبينها. ونحوه :
......... وَلَاكِن قمِيصِي مَسْرُودَةٌ مِنْ حَدِيدِ
أراد : ولكن قميصي درع، وكذلك :
وَلَوْ فِي عُيُونِ النَّازِيَاتِ بِأَكْرُعِ
أراد : ولو في عيون الجراد. ألا ترى أنك لو جمعت بين السفينة وبين هذه الصفة، أو بين الدرع والجراد وهاتين الصفتين : لم يصح، وهذا من فصيح الكلام وبديعه. والدسر : جمع دسار : وهو المسمار، فعال من دسره إذا دفعه ؛ لأنه يدسر به منفذه ) جَزَاء ( مفعول له لما قدم من فتح أبواب السماء وما بعده، أي فعلنا ذلك جزاء، ) لّمَن كَانَ كُفِرَ ( وهو نوح عليه السلام، وجعله مكفوراً لأنّ النبي ( ﷺ ) نعمة من الله ورحمة. قال الله تعالى :) وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لّلْعَالَمِينَ ( ( الأنبياء : ١٠٧ ) فكان نوح عليه السلام نعمة مكفورة، ومن هذا المعنى ما يحكى أنّ رجلاً قال للرشيد : الحمد لله عليك، فقال : ما معنى هذا الكلام ؟ قال : أنت نعمة حمدت الله عليها. ويجوز أن يكون على تقدير حذف الجار وإيصال الفعل. وقرأ قتادة ( كفر ) أي جزاء للكافرين. وقرأ الحسن ( جزاء )، بالكسر : أي مجازاة. الضمير في ) تَّرَكْنَاهَا ( للسفينة. أو للفعلة، أي : جعلناها آية يعتبر