" صفحة رقم ٤٤ "
كَانُواْ إِذَا ( سمعوا بكلمة التوحيد نفروا أو استكبروا عنها وأبوا إلا الشرك.
) وَيَقُولُونَ أَءِنَّا لَتَارِكُو ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ بَلْ جَآءَ بِالْحَقِّ وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ إِنَّكُمْ لَذَآئِقُو الْعَذَابَ الاٌّ لِيمِ وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (
الصافات :( ٣٦ - ٣٩ ) ويقولون أئنا لتاركوا.....
) لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ( يعنو محمداً ( ﷺ ) ) بَلْ جَاء بِالْحَقّ ( رد على المشركين ) وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ ( كقوله :) مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ( ( البقرة : ٩٧ ) وقرىء :( لذائقوا العذاب )، بالنصب على تقدير النون، كقوله : وَلاَ ذَاكِراً اللَّهَ إلاَّ قَلِيلاً ;
بتقدير التنوين. وقرىء : على الأصل ( لذائقون العذاب ) ) إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( إلا مثل ما عملتم جزاء سيئاً بعمل سيىء.
) إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ أُوْلَائِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَّعْلُومٌ فَوَاكِهُ وَهُم مُّكْرَمُونَ فِى جَنَّاتِ النَّعِيمِ عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ بَيْضَآءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ لاَ فِيهَا غَوْلٌ وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ (
الصافات :( ٤٠ - ٤٩ ) إلا عباد الله.....
) إِلاَّ عِبَادَ اللَّهِ ( ولكن عباد الله، على الاستثناء المنقطع. فسر الرزق المعلوم بالفواكه : وهي كل ما يتلذذ به ولا يتقوّت لحفظ الصحة، يعني أن رزقهم كله فواكه، لأنهم مستغنون عن حفظ الصحة بالأقوات، بأنهم أجسام محكمة مخلوقة للأبد، فكل ما يأكلونه يأكلونه على سبيل التلذذ. ويجوز أن يراد : رزق معلوم منعوت بخصائص خلق عليها : من طيب طعم، ورائحة، ولذة، وحسن منظر. وقيل : معلوم الوقت، كقوله :) وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيّاً ( ( مريم : ٦٢ ) وعن قتادة : الرزق المعلوم الجنة وقوله ) فِي جَنَّاتِ ( يأباه وقوله :) وَهُم مُّكْرَمُونَ ( هو الذي يقوله وعن العلماء في حدّ الثواب على سبيل المدح والتعظيم، وهو من أعظم ما يجب أن تتوق إليه نفوس ذوي الهمم، كما أنّ من أعظم ما يجب أن تنفر عنه نفوسهم هوان أهل النار وصغارهم.
التقابل : أتم للسرور وآنس. وقيل : لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض.
ويقال للزجاجة فيها الخمر : كأس، وتسمى الخمر نفسها كأساً، قال :
وَكَاسٍ شَرِبْتُ عَلَى لَذَّةٍ


الصفحة التالية
Icon