" صفحة رقم ٤٥ "
وعن الأخفش : كل كأس في القرآن فهي الخمر، وكذا في تفسير ابن عباس ) مّن مَّعِينٍ ( من شراب معين. أو من نهر معين، وهو الجاري على وجه الأرض، الظاهر للعيون : وصف بما يوصف به الماء، لأنه يجري في الجنة في أنهار كما يجري الماء، قال الله تعالى :) وَأَنْهَارٌ مّنْ خَمْرٍ ( ( محمد : ١٥ ) ) بَيْضَاء ( صفة للكأس ) لَذَّةٍ ( إمّا أن توصف باللذة كأنها نفس اللذة وعينها : أو هي تأنيث اللذ، يقال : لذ الشيء فهو لذ ولذيذ. ووزنه : فعل، كقولك : رجل طب، قال :
وَلَذٌ كَطَعْمِ الصَّرْخَدِيِّ تَرَكْتُه
بِأَرْضِ الْعِدَا مِنْ خَشْيَةِ الْحَدَثَانِ
يريد النوم. الغول : لمن غاله يغوله غولاً إذا أهلكه وأفسده. ومنه : الغول الذي في تكاذيب العرب. وفي أمثالهم : الغضب غول الحلم، و ) يُنزَفُونَ ( على البناء للمفعول، من نزف الشاربُ إذا ذهب عقله. ويقال للسكران : نزيف ومنزوف. ويقال للمطعون : نزف فَمات إذا خرج دمه كله. ونزحت الركية حتى نزفتها : إذا لم تترك فيها ماء. وفي أمثالهم : أجبن من المنزوف ضرطاً. وقرىء :( ينزفون ) أنزف الشارب إذا ذهب عقله أو شرابه. قال :
لَعَمْرِي لَئِنْ أَنْزَفْتُمُو أَوْ صَحَوْتُمُو
لَبِئْسَ النَّدَامَى كُنْتُمُو آلَ أَبجرَا
ومعناه : صار ذا نزف. ونظيره : أقشع السحاب، وقشعته الريح، وأكب الرجل وكببته، وحقيقتهما : دخلا في القشع والكب. وفي قراءة طلحة بن مصرف : وينزفون : بضم الزاي، من نزف ينزف كقرب يقرب، إذا سكر. والمعنى : لا فيها فساد قط من أنواع الفساد التي تكون في شرب الخمر من مغص أو صداع أو خمار أو عربدة أو لغو أو تأثيم أو غير ذلك، ولا هم يسكرون، وهو أعظم مفاسدها فأفرزه وأفرده بالذكر ) قَاصِراتُ الطَّرْفِ ( قصرن أبصارهنّ على أزواجهنّ، لا يمددن طرفاً إلى غيرهم، كقوله تعالى :) عُرُباً ( ( الواقعة : ٣٧ ) والعين : النجل العيون شبهنّ ببيض النعام المكنون في الأداحي، وبها تشبه العرب النساء وتسميهنّ بيضات الخدور.
) فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ قَالَ قَآئِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّى كَانَ لِى قَرِينٌ يَقُولُ أَءِنَّكَ لَمِنَ


الصفحة التالية
Icon