" صفحة رقم ٤٤٤ "
عليه. وقرىء :( والسماء ) بالرفع. ( ولا تخسروا ) بفتح التاء وضم السين وكسرها وفتحها. يقال : خسر الميزان يخسره ويخسره، وأمّا الفتح فعلى أن الأصل : ولا تخسروا في الميزان، فحذف الجار وأوصل الفعل. و ) وَضَعَهَا ( خفضها مدحوّة على الماء ) لِلاْنَامِ ( للخلق، وهو كل ما على ظهر الأرض من دابة. وعن الحسن : الإنس والجنّ، فهي كالمهاد لهم يتصرفون فوقها ) فَاكِهَةٍ ( ضروب مما يتفكه به، و ) الاْكْمَامِ ( كل ما يكم أي يغطى من ليفة وسعفة وكفّراة وكله منتفع به كما ينتفع بالمكموم من ثمره وجماره وجذوعه. وقيل الأكمام أوعية التمرة الواحد كم بكسر الكاف و ( العصف ) ورق الزرع وقيل التبن ) وَالرَّيْحَانُ ( الرزق وهو اللب : أراد فيها ما يتلذذ به من الفواكه والجامع بين التلذذ والتغذي وهو ثمر النخل، وما يتغذى به وهو الحب. وقرىء :( والريحان )، بالكسر. ومعناه : والحب ذو العصف الذي هو علف الأنعام، والريحان الذي هو مطعم الناس. وبالضم على : وذو الريحان، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. وقيل : معناه وفيها الريحان الذي يشم، وفي مصاحف أهل الشأم : والحب ذو العصف والريحان، أي : وخلق الحب والريحان : أو وأخص الحب والريحان. ويجوز أن يراد : وذا الريحان، فيحذف المضاف ويقام المضاف إليه مقامه، والخطاب في ) رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ ( للثقلين بدلالة الأنام عليهما. وقوله :) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ ( ( الرحمن : ٣١ ).
) خَلَقَ الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِن مَّارِجٍ مِّن نَّارٍ فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
الرحمن :( ١٤ ) خلق الإنسان من.....
الصلصال : الطين اليابس له صلصلة. والفخار : الطين المطبوخ بالنار وهو الخزف. فإن قلت : قد اختلف التنزيل في هذا، وذلك قوله عزّ وجلّ :) مّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ ( ( الحجر : ٢٦ ٢٨ ٣٣ )، ) مّن طِينٍ لاَّزِبٍ ( ( الصافات : ١١ ) ) مّن تُرَابٍ ( ( آل عمران : ٥٩ ). قلت : هو متفق في المعنى، ومفيد أنه خلقه من تراب : جعله طيناً، ثم حمأ مسنون، ثم صلصالا. و ) الْجَانَّ ( أبو الجن. وقيل : هو إبليس. والمارج : اللهب الصافي الذي لا دخان فيه. وقيل : المختلط بسواد النار، من مرج الشيء إذا اضطرب واختلط. فإن قلت : فما معنى قوله :) مّن نَّارٍ ( ؟ قلت : هو بيان لمارج، كأنه قيل : من صاف من نار. أو مختلط من نار أو أراد من نار مخصوصة، كقوله تعالى :) فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى ( ( الليل : ١٤ ).
) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
الرحمن :( ١٧ ) رب المشرقين ورب.....
قرىء :( رب المشرقين ورب المغربين ) بالجر بدلاً من ( ربكما ) وأراد مشرقي