" صفحة رقم ٤٤٨ "
) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
الرحمن :( ٣١ ) سنفرغ لكم أيها.....
) سَنَفْرُغُ لَكُمْ ( مستعار من قول الرجل لمن يتهدده : سأفرغ لك، يريد : سأتجرّد للإيقاع بك من كل ما يشغلني عنك، حتى لا يكون لي شغل سواه، والمراد : التوفر على النكاية فيه والانتقام منه، ويجوز أن يراد : ستنتهي الدنيا وتبلغ آخرها، وتنتهي عند ذلك شؤون الخلق التي أرادها بقوله :) كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِى شَأْنٍ ( فلا يبقى إلا شأن واحد وهو جزاؤكم، فجعل ذلك فراغاً لهم على طريق المثل، وقرىء :( سيفرغ لكم )، أي : الله تعالى، ( وسأفرغ لكم ) و ( سنفرغ ) بالنون )، مفتوحاً مكسوراً وفتح الراء، و ( سيفرَغ ) بالياء مفتوحاً ومضموماً مع فتح الراء، وفي قراءة أبيّ ( سنفرغ إليكم ) بمعنى : سنقصد إليكم، والثقلان : الإنس والجن، سميا بذلك لأنهما ثقلا الأرض.
) يامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ فَانفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
الرحمن :( ٣٣ - ٣٦ ) يا معشر الجن.....
) يا معشر الْجِنَّ وَالإِنسَ ( كالترجمة لقوله : أيها الثقلان ) إِنِ اسْتَطَعْتُمْ ( أن تهربوا من قضائي وتخرجوا من ملكوتي ومن سمائي وأرضي، فافعلوا، ثم قال : لا تقدرون على النفوذ ) إِلاَّ بِسُلْطَانٍ ( يعني بقوّة وقهر وغلبة، وأنى لكم ذلك، ونحوه :) وَمَا أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى الاْرْضِ وَلاَ فِى السَّمَاء ( ( العنكبوت : ٢٢ ) وروى : أنّ الملائكة عليهم السلام تنزل فتحيط بجميع الخلائق، فإذا رآهم الجن والإنس هربوا، فلا يأتون وجهاً إلا وجدوا الملائكة أحاطت به. قرىء :( شواظ ونحاس )، كلاهما بالضم والكسر ؛ والشواظ : اللهب الخالص. والنحاس : الدخان ؛ وأنشد : تُضِيءُ كَضَوْءِ سِرَاجِ السَّلِيطِ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ فِيهِ نُحَاسَا ;
وقيل : الصفر المذاب يصب على رؤوسهم. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : إذا خرجوا من قبورهم ساقهم شواظ إلى المحشر. وقرىء :( ونحاس )، مرفوعاً عطفاً على شواظ. ومجروراً عطفاً على تار. وقرىء :( ونحس ) جمع نحاس، وهو الدخان، نحو لحاف ولحف. وقرىء :( ونحس ) أي : ونقتل بالعذاب. وقرىء :( نرسل عليكم شواظاً من نار ونحاساً ) ) فَلاَ تَنتَصِرَانِ ( فلا تمتنعان.