" صفحة رقم ٤٤٩ "
) فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَآءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْألُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَآنٌّ فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
الرحمن :( ٣٧ - ٤٠ ) فإذا انشقت السماء.....
) وَرْدَةً ( حمراء ) كَالدّهَانِ ( كدهن الزيت، كما قال : كالمهل، وهو درديّ الزيت، وهو جمع دهن. أو اسم ما يدهن به كالخزام والإدام. قال : كَأَنَّهُمَا مَزَادَتَا مُتَعَجِّل
فَرِيَّانِ لَمَّا تُدْهَنَا بِدِهَانِ
وقيل : الدهان الأديم الأحمر. وقرأ عمرو بن عبيد ( وردة ) بالرفع، بمعنى : فحصلت سماء وردة، وهو من الكلام الذي يسمى التجريد، كقوله : فَلَئِنْ بَقِيتُ لأَرْحَلَنَّ بِغَزْوَة
تَحْوِي الْغَنَائِمَ أَو يَمْوتَ كَرِيمُ
) إِنسٌ ( بعض من الإنس ) وَلاَ جَانٌّ ( أريد به : ولا جن : أي : ولا بعض من الجن، فوضع الجان الذي هو أبو الجن موضع الجن، كما يقال : هاشم، ويراد ولده. وإنما وحد ضمير الإنس في قوله :) عَن ذَنبِهِ ( لكونه في معنى البعض. والمعنى : لا يسألون لأنهم يعرفون بسيما المجرمين وهي سواد الوجوه وزرقة العيون. فإن قلت : هذا خلاف قوله تعالى :) فَوَرَبّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ( ( الحجر : ٩٢ ) وقوله :) وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ ( ( الصافات : ٢٤ ). قلت : ذلك يوم طويل وفيه مواطن فيسألون في موطىء ولا يسألون في آخر : قال قتادة : قد كانت مسألة، ثم ختم على أفواه القوم، وتكلمت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون. وقيل لا يسأل عن ذنبه ليعلم من جهته، ولكن يسأل سؤال توبيخ. وقرأ الحسن وعمرو بن عبيد ( ولا جأن ) فراراً من التقاء الساكنين، وإن كان على حده.
) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِى وَالاٌّ قْدَامِ فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ هَاذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِى يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءَانٍ فَبِأَىِّ ءَالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (
الرحمن :( ٤١ - ٤٥ ) يعرف المجرمون بسيماهم.....
) فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِى وَالاْقْدَامِ ( عن الضحاك : يجمع بين ناصيته وقدمه في سلسلة من وراء ظهره وقيل تسحبهم الملائكة : تارة تأخذ بالنواصي ؛ وتارة تأخذ بالأقدام ) حَمِيمٍ ءانٍ ( ماء حار قد انتهى حرّه ونضجه، أي : يعاقب عليهم بين التصلية بالنار وبين شرب الحميم. وقيل : إذا استغاثوا من النار جعل غياثهم الحميم. وقيل : إن وادياً من أودية