" صفحة رقم ٤٩٠ "
) أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُواْ عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَآءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِى أَنفُسِهِمْ لَوْلاَ يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ (
المجادلة :( ٨ ) ألم تر إلى.....
كانت اليهود والمنافقون يتناجون فيما بينهم ويتغامزون بأعينهم إذا رأوا المؤمنين، يريدون أن يغيظوهم، فنهاهم رسول الله ( ﷺ ) فعادوا لمثل فعلهم، وكان تناجيهم بما هو إثم وعدوان للمؤمنين وتواص بمعصية الرسول ومخالفته. وقرىء :( ينتجون بالإثم والعدوان ) بكسر العين، ومعصيات الرسول ) حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيّكَ بِهِ اللَّهُ ( يعني أنهم يقولون في تحيتك : السام عليك يا محمد ؛ والسام : الموت ؛ والله تعالى يقول :) وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى ( ( النمل : ٥٩ ) و ) اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ ( ( المائدة : ٤١ / ٦٧ ) و ) مُّنتَظِرُونَ ياأَيُّهَا النَّبِىّ ( :( الأنفال : ٦٤ ) ) لَوْلاَ يُعَذّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ ( كانوا يقولون : ماله إن كان نبياً لا يدعو علينا حتى يعذبنا الله بما نقول، فقال الله تعالى :) حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ ( عذاباً.
) ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلاَ تَتَنَاجَوْاْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْاْ بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِى إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيْسَ بِضَآرِّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (
المجادلة :( ٩ - ١٠ ) يا أيها الذين.....
) يا أيها الَّذِينَ كَفَرُواْ ( خطاب للمنافقين الذين آمنوا بألسنتهم. ويجوز أن يكون للمؤمنين، أي : إذا تناجيتم فلا تتشبهوا بأولئك في تناجيهم بالشر ) وَتَنَاجَوْاْ بِالْبِرّ وَالتَّقْوَى ( وعن النبي ( ﷺ ) :
( ١١٤٠ ) ( إذا كنتم ثلاثة فلا يتناج اثنان دون صاحبهما فإنّ ذلك يحزنه ) وروى :( دون الثالث ). وقرىء :( فلا تناجوا ) وعن ابن مسعود : إذا انتجيتم فلا تنتجوا ) إِنَّمَا النَّجْوَى ( اللام إشارة إلى النجوى بالإثم والعدوان، بدليل قوله تعالى :) لِيَحْزُنَ الَّذِينَ ءامَنُواْ ( والمعنى : أنّ الشيطان يزينها لهم، فكأنها منه ليغيظ الذين آمنوا ويحزنهم ) وَلَيْسَ ( الشيطان أو الحزن ) بِضَارّهِمْ شَيْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ (. فإن قلت : كيف لا يضرهم


الصفحة التالية
Icon