" صفحة رقم ٤٩١ "
الشيطان أو الحزن إلا بإذن الله ؟ قلت : كانوا يوهمون المؤمنين في نجواهم وتغامزهم أن غزاتهم غلبوا وأنّ أقاربهم قتلوا، فقال : لا يضرهم الشيطان أو الحزن بذلك الموهم إلا بإذن الله، أي : بمشيئته، وهو أن يقضي الموت على أقاربهم أو الغلبة على الغزاة. وقرىء :( ليحزن ) وليحزن.
) ياأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُواْ فِى الْمَجَالِسِ فَافْسَحُواْ يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُواْ فَانشُزُواْ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (
المجادلة :( ١١ ) يا أيها الذين.....
) تَفَسَّحُواْ فِى الْمَجَالِسِ ( توسعوا فيه وليفسح بعضكم عن بعض، من قولهم : أفسح عني، أي : تنح ؛ ولا تتضامّوا. وقرى :( تفاسحوا ) والمراد : مجلس رسول الله، وكانوا يتضامّون فيه تنافساً على القرب منه، وحرصاً على استماع كلامه، وقيل : هو المجلس من مجالس القتال، وهي مراكز الغزاة، كقوله تعالى :) مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ( ( آل عمران : ١٢١ ) وقرىء :( في المجالس ) قيل : كان الرجل يأتي الصف فيقول : تفسحوا، فيأبون لحرصهم على الشهادة. وقرىء :( في المجلس ) بفتح اللام : وهو الجلوس، أي : توسعوا في جلوسكم ولا تتضايقوا فيه ) يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ ( مطلق في كل ما يبتغي الناس الفسحة فيه من المكان والرزق والصدر والقبر وغير ذلك ) انشُزُواْ ( انهضوا للتوسعة على المقبلين. أو انهضوا عن مجلس رسول الله إذا أمرتم بالنهوض عنه، ولا تملوا رسول الله بالارتكاز فيه : أو انهضوا إلى الصلاة والجهاد وأعمال الخير إذا استنهضتم، ولا تثبطوا ولا تفرطوا ) يَرْفَعِ اللَّهُ ( المؤمنين بامتثال أوامره وأوامر رسوله، والعالمين منهم خاصة ) دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ ( قرىء : بالتاء والياء. عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : أنه كان إذا قرأها قال يا أيها الناس افهموا هذه الآية ولترغبكم في العلم. وعن النبي ( ﷺ ) :
( ١١٤١ ) بين العالم والعابد مائة درجة بين كل درجتين حضر الجواد المضمر