" صفحة رقم ٥٢٣ "
ولرسوله، فقال عمر : يا رسول الله قتله صهيب، قال : كذلك يا أبا يحيى ؟ قال : نعم، فنزلت في المنتحل. وعن الحسن : نزلت في المنافقين. ونداؤهم بالإيمان : تهكم بهم وبإيمانهم ؛ هذا من أفصح كلام وأبلغه في معناه قصد في ) كَبُرَ ( التعجب من غير لفظه كقوله : غَلَتْ نَابٌ كُلَيْبٌ بَوَاءُهَا ;
ومعنى التعجب : تعظيم الأمر في قلوب السامعين ؛ لأن التعجب لا يكون إلا من شيء خارج عن نظائره وأشكاله، وأسند إلى أن تقولوا. ونصب ) مَقْتاً ( على تفسيره، دلالة على أنّ قولهم ما لا يفعلون مقت خالص لا شوب فيه، لفرط تمكن المقت منه ؛ واختير لفظ المقت لأنه أشد البغض وأبلغه. ومنه قيل : نكاح المقت، للعقد على الرابة، ولم يقتصر على أن جعل البغض كبيراً، حتى جعل أشده وأفحشه. و ) عَندَ اللَّهِ ( أبلغ من ذلك، لأنه إذا ثبت كبر مقته عند الله فقد تم كبره وشدته وانزاحت عنه الشكوك. وعن بعض السلف أنه قيل له : حدّثنا، فسكت ثم قيل له حدثنا ؛ فقال : تأمرونني أن أقول ما لا أفعل فأستعجل مقت الله. في قوله :) إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ ( عقيب ذكر مقت المخلف : دليل على أن المقت قد تعلق بقول الذين وعدوا الثبات في قتال الكفار فلم يفوا. وقرأ زيد بن علي ( يقاتلون ) بفتح التاء. وقرىء :( يقتلون ) ) صَفّاً ( صافين أنفسهم أو مصفوفين ) كَأَنَّهُم ( في تراصهم من غير فرجة ولا خلل ) بُنْيَانٌ ( رص بعضه إلى بعض ورصف. وقيل : يجوز أن يريد استواء