" صفحة رقم ٥٤٠ "
( سورة المنافقون )
مدنية، وهي إحدى عشرة آية ( نزلت بعد الحج )
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) إِذَا جَآءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ اتَّخَذُواْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ ءَامَنُواّ ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ (المنافقون :( ١ ) إذا جاءك المنافقون.....
أرادوا بقولهم :) نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ( شهادة واطأت فيها قلوبهم ألسنتهم. فقال الله عزّ وجلّ : قالوا ذلك ) وَاللَّهُ يَعْلَمُ ( أن الأمر كما يدل عليه قولهم : إنك لرسول الله، والله يشهد أنهم لكاذبون في قولهم : نشهد ؛ وادعائهم فيه المواطأة. أو إنهم لكاذبون فيه، لأنه إذا خلا عن المواطأة لم يكن شهادة في الحقيقة ؛ فهم كاذبون في تسميته شهادة. أو أراد : والله يشهد إنهم لكاذبون عند أنفسهم : لأنهم كانوا يعتقدون أنّ قولهم :) إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ ( كذب وخبر على خلاف ما عليه حال المخبر عنه. فإن قلت : أي فائدة في قوله تعالى :) وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ( ؟ قلت : لو قال : قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يشهد إنهم الكاذبون، لكان يوهم أنّ قولهم هذا كذب ؛ فوسط بينهما قوله :) وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ( ؟ ليميط هذا الإيهام ) اتَّخَذْواْ أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً ( يجوز أن يراد أنّ قولهم نشهد إنك لرسول الله يمين من أيمانهم الكاذبة، لأنّ الشهادة تجري مجرى الحلف فيما يراد به من التوكيد، يقول الرجل : أشهد وأشهد بالله، وأعزم وأعزم بالله في موضع أقسم وأولى. وبه استشهد أبو حنيفة رحمه الله على أن ( أشهد ) يمين. ويجوز أن يكون