" صفحة رقم ٥٩١ "
) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ فَلاَ تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ وَدُّواْ لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ (
القلم :( ٧ ) إن ربك هو.....
) إِنَّ رَّبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ ( بالمجانين على الحقيقة، وهم الذين ضلوا عن سبيله ) وَهُوَ أَعْلَمُ ( بالعقلاء وهم المهتدون. أو يكون وعيداً ووعداً، وأنه أعلم بجزاء الفريقين ) فَلاَ تُطِعِ الْمُكَذّبِينَ ( تهييج وإلهاب للتصميم على معاصاتهم، وكانوا قد أرادوه على أن يعبد الله مدة، وآلهتهم مدة، ويكفوا عنه غوائلهم ) لَوْ تُدْهِنُ ( لو تلين وتصانع ) فَيُدْهِنُونَ ( فإن قلت : لم رفع ) فَيُدْهِنُونَ ( ولم ينصب بإضمار ( أن ) وهو جواب التمني ؟ قلت : قد عدل به إلى طريق آخر : وهو أن جعل خبر مبتدأ محذوف، أي : فهم يدهنون، كقوله تعالى :) فَمَن يُؤْمِن بِرَبّهِ فَلاَ يَخَافُ ( ( الجن : ١٣ ) على معنى : ودوا لو تدهن فهم يدهنون حينئذٍ. أو ودوا إدهانك فهم الآن يدهنون ؛ لطمعهم في إدهانك. قال سيبويه : وزعم هرون أنها في بعض المصاحف ودوا لو تدهن فيدهنوا.
) وَلاَ تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ هَمَّازٍ مَّشَّآءِ بِنَمِيمٍ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ءَايَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الاٌّ وَّلِينَ سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ (
القلم :( ١٠ ) ولا تطع كل.....
) حَلاَّفٍ ( كثير الحلف في الحق والباطل، وكفى به مزجرة لمن اعتاد الحلف. ومثله قوله تعالى :) وَلاَ تَجْعَلُواْ اللَّهَ عُرْضَةً لاِيْمَانِكُمْ ( ( البقرة : ٢٢٤ ). ) مُّهِينٌ ( من المهانة وهي القلة والحقارة، يريد القلة في الرأي والتمييز. أو أراد الكذاب لأنه حقير عند الناس ) هَمَّازٍ ( عياب طعان. وعن الحسن. يلوى شدقيه في أفقية الناس ) مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ( مضرب نقال للحديث من قوم إلى قوم على وجه السعاية والإفساد بينهم. والنميم والنميمة : السعاية، وأنشدني بعض العرب : تَشَبَّبِي تَشَبُّبَ النَّمِيمَه
تَمْشِي بِهَا زَهْرَا إِلَى تَمِيمَه
) مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ ( بخيل. والخير : المال. أو مناع أهه الخير وهو الإسلام، فذكر الممنوع منه دون الممنوع، كأنه قال : مناع من الخير. قيل : هو الوليد بن المغيرة


الصفحة التالية
Icon