" صفحة رقم ٥٩٤ "
فَانطَلَقُواْ وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُمْ مِّسْكِينٌ وَغَدَوْاْ عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُواْ إِنَّا لَضَآلُّونَ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُلْ لَّكُمْ لَوْلاَ تُسَبِّحُونَ قَالُواْ سُبْحَانَ رَبِّنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ قَالُواْ ياوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ عَسَى رَبُّنَآ أَن يُبْدِلَنَا خَيْراً مِّنْهَآ إِنَّآ إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ كَذَلِكَ الْعَذَابُ وَلَعَذَابُ الاٌّ خِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (
القلم :( ١٧ ) إنا بلوناهم كما.....
إنا بلونا أهل مكة بالقحط والجوع بدعوة رسول الله ( ﷺ ) عليهم ) كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ ( وهم قوم من أهل الصلاة كانت لأبيهم هذه الجنة دون صنعاء بفرسخين، فكان يأخذ منها قوت سنته ويتصدق بالباقي، وكان يترك للمساكين ما أخطأه المنجل، وما في أسفل الأكداس وما أخطأه القطاف من العنب، وما بقي على البساط الذي يبسط تحت النخلة إذا صرمت، فكان يجتمع لهم شيء كثير، فلما مات قال بنوه : إن فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر ونحن أولو عيال، فحلفوا ليصرمنها مصبحين في السدف خفية عن المساكين، ولم يستثنوا في يمينهم، فأحرق الله جنتهم. وقيل : كانوا من بني إسرائيل ) مُّصْبِحِينَ ( داخلين في الصبح مبكرين ) وَلاَ يَسْتَثْنُونَ ( ولا يقولون إن شاء الله. فإن قلت : لم سمي استثناء، وإنما هو شرط ؟ قلت : لأنه يؤدي مؤدي الاستثناء، من حيث أن معنى قولك : لأخرجنّ إن شاء الله، ولا أخرج إلا أن يشاء الله. واحد ) فَطَافَ عَلَيْهَا ( بلاء أو هلاك ) طَئِفٌ ( كقوله تعالى :) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ ( ( الكهف : ٤٢ ) وقرىء :( طيف ) ) فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ( كالمصرومة لهلاك ثمرها. وقيل : الصريم الليل، أي.