" صفحة رقم ٦٠٠ "
بالمتانة لقوّة أثر إحسانه في التسبب للهلاك.
) أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُمْ مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ فَهُمْ يَكْتُبُونَ (
القلم :( ٤٦ ) أم تسألهم أجرا.....
المغرم : الغرامة، أي لم تطلب منهم على الهداية والتعليم أجراً، فيثقل عليهم حمل الغرامات في أموالهم، فيثبطهم ذلك عن الإيمان ) أَمْ عِندَهُمُ الْغَيْبُ ( أي اللوح ) فَهُمْ يَكْتُبُونَ ( منه ما يحكمون به.
) فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ لَّوْلاَ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ (
القلم :( ٤٨ ) فاصبر لحكم ربك.....
) لِحُكْمِ رَبّكَ ( وهو إمهالهم وتأخير نصرتك عليهم ) وَلاَ تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ ( يعني : يونس عليه السلام ) إِذْ نَادَى ( في بطن الحوت ) وَهُوَ مَكْظُومٌ ( مملوء غيظاً، من كظم السقاء إذا ملأه، والمعنى : لا يوجد منك ما وجد منه من الضجر والمغاضبة، فتبتلى ببلائه، حسن تذكير الفعل لفصل الضمير في تداركه. وقرأ ابن عباس وابن مسعود :( تداركته ). وقرأ الحسن :( تداركه )، أي تتداركه على حكاية الحال الماضية، بمعنى : لو أن كان يقال فيه تتداركه، كما يقال : كان زيد سيقوم فمنعه فلان، أي كان يقال فيه سيقوم. والمعنى : كان متوقعاً منه القيام. ونعمة ربه : أن أنعم عليه بالتوفيق للتوبة وتاب عليه. وقد اعتمد في جواب ( لولا ) على الحال، أعني قوله :) وَهُوَ مَذْمُومٌ ( يعني أنّ حاله كانت على خلاف الذمّ حين نبذ بالعراء، ولولا توبته لكانت حاله على الذمّ. روى أنها نزلت بأحد حين حل برسول الله ( ﷺ ) ما حل به، فأراد أن يدعو على الذين انهزموا. وقيل : حين أراد أن يدعو على ثقيف. وقرىء :( رحمة من ربه ) ) فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ ( فجمعه إليه، وقربه بالتوبة عليه، كما قال :) ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى ( ( طه : ١٢٢ ) ) فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ ( أي من الأنبياء. وعن ابن عباس : ردّ الله إليه الوحي وشفعه في نفسه وقومه.
) وَإِن يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُواْ الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ (
القلم :( ٥١ - ٥٢ ) وإن يكاد الذين.....
أن مخففة من الثقيلة والام علمها. وقرأ ليزلقونك بضم الياء وفتحها وزلقة وأزلقة بمعنى، ويقال زلق الرأس وأزلقه حلقه، وقرأ ليزهقونك من زهقت نفسه وأزهقها : يعنى أنهم من شدة تحديقهم ونظرهم إليك شزرا بعيون العداوة والبغضاء يكادون يزلون قدمك أو قولهم نظر إلى نظرا ويكاد


الصفحة التالية
Icon