" صفحة رقم ٦٠٣ "
بحيلة، من استتار ببناء، أو لياذ بجبل، أو اختفاء في حفرة ؛ فإنها كانت تنزعهم من مكامنهم وتهلكهم. وقيل : عتت على خزانها، فخرجت بلا كيل ولا وزن : وروي عن رسول الله ( ﷺ ) :
( ١٢٢٢ ) ( ما أرسل الله سفينة من ريح إلا بمكيال ولا قطرة من مطر إلا بمكيال إلا يوم عاد ويوم نوح، فإنّ الماء يوم نوح طغى على الخزان فلم يكن لهم عليه السبيل، ثم قرأ :) إِنَّا لَمَّا طَغَا الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِى الْجَارِيَةِ ( ( الحاقة : ١١ ) وإن الريح يوم عاد عتت على الخزان فلم يكن لهم عليها سبيل ثم قرأ ) بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ ( ولعلها عبارة عن الشدة والإفراط فيها. الحسوم : لا يخلو من أن يكون جمع حاسم كشهود وقعود. أو مصدراً كالشكور والكفور ؛ فإن كان جمعاً فمعنى قوله :) حُسُوماً ( نحسات حسمت كل خير واستأصلت كل بركة. أو متتابعة هبوب الرياح : ماخفتت ساعة حتى أتت عليهم تمثيلاً لتتابعها بتتابع فعل الحاسم في إعادة الكي على الداء، مرة بعد أخرى حتى ينحسم. وإن كان مصدراً : فإما أن ينتصب بفعله مضمراً، أي : تحسم حسوماً، بمعنى تستأصل استئصالاً. أو يكون صفة كقولك : ذات حسوم. أو يكون مفعولاً له، أي : سخرها للاستئصال. وقال عبد العزيز ابن زرارة الكلابي : فَفَرَّقَ بَيْنَ بَيْنِهِمُ زَمَان
تَتَابَعَ فِيهِ أَعْوَامٌ حُسُوم
وقرأ السدى ( حسوماً )، بالفتح حالاً من الريح، أي : سخرها عليهم مستأصلة. وقيل : هي أيام العجوز ؛ وذلك أن عجوزاً من عاد توارت في سرب، فانتزعتها الريح في اليوم الثامن فأهلكتها. وقيل : هي أيام العجز، وهي آخر الشتاء : وأسماؤها : الصن والصنبر، والوبر. والآمر، والمؤتمر، والمعلل، ومطفىء الجمر. وقيل : مكفيء الظعن ومعنى ) سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ ( سلطها عليهم كما شاء ) فِيهَا ( في مهابها. أو في الليالي والأيام. وقرىء :( أعجاز نخيل ) ) مّن بَاقِيَةٍ ( من بقية أو من نفس باقية. أو من بقاء،


الصفحة التالية
Icon