" صفحة رقم ٦٠٥ "
وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ وَانشَقَّتِ السَّمَآءُ فَهِىَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَآئِهَآ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ (
الحاقة :( ١٣ ) فإذا نفخ في.....
أسند الفعل إلى المصدر، وحسن تذكيره للفصل. وقرأ أبو السمال ( نفخة واحدة ) بالنصب مسنداً للفعل إلى الجار والمجرور. فإن قلت : هما نفختان، فلم قيل : واحدة ؟ قلت معناه أنها لا تثني في وقتها. فإن قلت : فأي النفختين هي ؟ قلت الأولى لأن عندها فساد العالم، وهكذا الرواية عن ابن عباس. وقد روى عنه أنها الثانية. فإن قلت : أما قال بعد، ) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ ( والعرض إنما هو عند النفخة الثانية ؟ قلت : جعل اليوم إسماً للحين الواسع الذي تقع فيه النفختان والصعقة والنشور والوقوف والحساب، فلذلك قيل :) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ ( كما تقول : جئته عام كذا ؛ وإنما كان مجيئك في وقت واحد من أوقاته ) وَحُمِلَتِ ( ورفعت من جهاتها بريح بلغت من قوّة عصفها أنها تحمل الأرض والجبال. أو بخلق من الملائكة. أو بقدرة اللَّه من غير سبب. وقرىء :( وحملت ) بحذف المحمل وهو أحد الثلاثة ) فَدُكَّتَا ( فدكت الجملتان : جملة الأرضين وجملة الجبال، فضرب بعضها ببعض حتى تندقّ وترجع كثيباً مهيلا وهباء منبثاً والدك أبلغ من الدق. وقيل : فبسطتا بسطة واحدة، فصارتا أرضاً لا ترى فيها عوجاً ولا أمتا، من قولك : اندكّ السنام إذا انفرش وبعير أدك وناقة دكاء. ومنه : الدكان ) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ( فحينئذٍ نزلت النازلة وهي القيامة ) وَاهِيَةٌ ( مسترخية ساقطة القوّة جدّا بعد ما كانت محكمة مستمسكة. يريد : والخلق الذي يقال له الملك، وردّ إليه الضمير مجموعاً في قوله :) فَوْقَهُمُ ( على المعنى : فإن قلت : ما الفرق بين قوله :) وَالْمَلَكُ (، وبين أن يقال ( والملائكة ) ؟ قلت : الملك أعمّ من الملائكة، ألا ترى أن قولك : ما من ملك إلا وهو شاهد، أعم من قولك : ما من ملائكة ) عَلَى أَرْجَائِهَا ( على جوانبها : الواحد رجا مقصور، يعني : أنها تنشق، وهي مسكن الملائكة، فينضوون إلى أطرافها وما حولها من حافاتها ) ثَمَانِيَةٌ ( أي : ثمانية منهم. وعن رسول اللَّه ( ﷺ )


الصفحة التالية
Icon