" صفحة رقم ٦٢٧ "
اللمس : المس، فاستعير للطلب ؛ لأن الماس طالب متعرف قال : مَسَسْنَا مِنَ الآبَاءِ شَيْئاً وَكُلُّنَا
إلى نَسَبٍ في قَوْمِهِ غَيْرِ وَاضِعِ
يقال : لمسه والتمسه، وتلمسه ( كطلبه وأطلبه وتطلبه ) ونحوه : الجس. وقولهم ؛ جسوه بأعينهم وتجسسوه. والمعنى : طلبنا بلوغ السماء واستماع كلام أهلها. والحرس : اسم مفرد في معنى الحرّاس، كالخدم في معنى الخدّام ؛ ولذلك وصف بشديد، ولو ذهب إلى معناه لقيل : شداداً ؛ ونحوه. أَخْشَى رُجَيْلاً أَوْ رُكُيْباً غَادِيَا
لأنّ الرجل والركب مفردان في معنى الرجال والركاب. والرصد : مثل الحرس : اسم جمع للراصد، على معنى : ذوى شهاب راصدين بالرجم، وهم الملائكة الذين يرجمونهم بالشهب، ويمنعونهم من الاستماع. ويجوز أن يكون صفة للشهاب. بمعنى الراصد أو كقوله :
...... وَمعى جِيَاعاً يعني يجد شهاباً راصداً له ولأجله. فإن قلت : كأن الرجم لم يكن في الجاهلية، وقد قال الله تعالى :) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُوماً لّلشَّيَاطِينِ ( ( الملك : ٥ )، فذكر فائدتين في خلق الكواكب : التزيين، ورجم الشياطين ؟ قلت : قال بعضهم حدث بعد مبعث رسول الله ( ﷺ ) وهو إحدى آياته، والصحيح أنه كان قبل المبعث ؛ وقد جاء ذكره في شعر أهل الجاهلية. قال بشر بن أبي خازم :