" صفحة رقم ٦٣٠ "
يخاف جزاءهما. وفيه دلالة على أن من حق من آمن باللَّه أن يجتنب المظالم. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام.
( ١٢٣٤ ) ( المؤمن من أمنه الناس على أنفسهم وأموالهم ) ويجوز أن يراد : فلا يخاف أن يبخس بل يجزي الجزاء الأوفى، ولا أن ترهقه ذلة، من قوله عز وجل :( وترهقهم ذلة ).
) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَائِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُواْ لِجَهَنَّمَ حَطَباً (
الجن :( ١٤ - ١٥ ) وأنا منا المسلمون.....
) الْقَاسِطُونَ ( الكافرون الجائرون عن طريق الحق. وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه : أنّ الحجاج قال له حين أراد قتله : ما تقول فيّ ؟ قال : قاسط عادل، فقال القوم : ما أحسن ما قال، حسبوا أنه يصفه بالقسط والعدل ؛ فقال الحجاج : يا جهلة، إنه سماني ظالماً مشركاً، وتلا لهم قوله تعالى :) وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ ( وقوله تعالى :) ثْمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبّهِمْ يَعْدِلُونَ ( ( الأنعام : ١ )، وقد زعم من لا يرى للجن ثواباً أنّ الله تعالى أوعد قاسطيهم وما وعد مسلميهم ؛ وكفى به وعداً أن قال :) فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْاْ رَشَداً ( فذكر سبب الثواب وموجبه، والله أعدل من أن يعاقب القاسط ولا يثيب الراشد.
) وَأَلَّوِ اسْتَقَامُواْ عَلَى الطَّرِيقَةِ لاّسْقَيْنَاهُم مَّآءً غَدَقاً لِّنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَن يُعْرِضْ عَن ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً (
الجن :( ١٦ - ١٧ ) وأن لو استقاموا.....
) وَأَلَّوِ اسْتَقَامُواْ ( أن مخففة من الثقيلة، وهو من جملة الموحى والمعنى : وأوحي إليّ أن الشأن والحديث لو استقام الجن على الطريقة المثلى، أي : لو ثبت أبوهم الجان على ما كان عليه من عبادة الله والطاعة ولم يستكبر عن السجود لآدم ولم يكفر وتبعه ولده على الإسلام، لأنعمنا عليهم ولوسعنا رزقهم. وذكر الماء الغدق وهو الكثير بفتح الدال وكسرها. وقرىء بهما، لأنه أصل المعاش وسعة الرزق ) لّلْعَالَمِينَ فِيهِ ( لنختبرهم فيه