" صفحة رقم ٦٤٣ "
يوصف اليوم بالطول. وأنّ الأطفال يبلغون فيه أوان الشيخوخة والشيب ) السَّمَاء مُنفَطِرٌ بِهِ ( وصف لليوم بالشدّة أيضاً. وأنّ السماء على عظمها وإحكامها تنفطر فيه، فما ظنك بغيرها من الخلائق. وقرىء :( منفطر ومتفطر ) والمعنى : ذات انفطار. أو على تأويل السماء بالسقف أو على تأويل السماء شىء منفطر والباء في ) بِهِ ( مثلها في قولك : فطرت العود بالقدوم فانفطر به، يعني : أنها تنفطر بشدة ذلك اليوم وهو له كما ينفطر الشيء بما يفطر به. ويجوز أن يراد السماء مثقلة به إثقالاً يؤدّي إلى انفطارها لعظمه عليها وخشيتها من وقوعه، كقوله :) ثَقُلَتْ فِى السَّمَاوَاتِ وَالاْرْضَ ( ( الأعراف : ١٨٧ )، ) وَعْدَهُ ( من إضافة المصدر إلى المفعول، والضمير لليوم. ويجوز أن يكون مضافاً إلى الفاعل وهو الله عز وعلا، ولم يجر له ذكر لكونه معلوماً.
) إِنَّ هَاذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً (
المزمل :( ١٩ ) إن هذه تذكرة.....
) إِنَّ هَاذِهِ ( الآيات الناطقة بالوعيد الشديد ) تَذْكِرَةٌ ( موعظة ) فَمَن شَآءَ ( اتعظ بها. واتخذ سبيلاً إلى الله بالتقوى والخشية. ومعنى اتخاذ السبيل إليه : التقرّب والتوسل بالطاعة.
) إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُأَدْنَى مِن ثُلُثَىِ الَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَآئِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَلَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْءَانِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَى وَءَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى الاٌّ رْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَءَاخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُواْ الصَّلَواةَ وَءَاتُواْ الزَّكَواةَ وَأَقْرِضُواُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً وَمَا تُقَدِّمُواْ لاًّنفُسِكُمْ مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْراً وَأَعْظَمَ أَجْراً وَاسْتَغْفِرُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (
المزمل :( ٢٠ ) إن ربك يعلم.....
) أدنى من ثلثي اليل ( أقل منهما ؛ وإنما استعير الأدنى وهو الأقرب للأقل ؛ لأن المسافة بين الشيئين إذا دنت : قل ما بينهما من الأحياز ؛ وإذا بعدت كثر ذلك. وقرىء ( ونصفه وثلثه ) بالنصب على أنك تقوم أقل من الثلثين، وتقوم النصف والثلث : وهو مطابق لما مرّ في أوّل السورة : من التخيير بين قيام النصف بتمامه وبين قيام الناقص منه وهو الثلث وبين قيام الزائد عليه وهو الأدنى من الثلثين. وقرىء ( ونصفه )، وثلثه : بالجرّ، أي : تقوم أقل من الثلين وأقل من النصف والثلث، وهو مطابق للتخيير بين النصف : وهو أدنى من الثلثين والثلث : وهو أدنى من النصف. والربع : وهو أدنى من الثلث، وهو الوجه الأخير ) وَطَائِفَةٌ مّنَ الَّذِينَ مَعَكَ ( ويقوم ذلك جماعة من أصحابك ) وَاللَّهُ يُقَدّرُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ ( ولا يقدر على تقدير الليل والنهار ومعرفة مقادير ساعاتهما إلا


الصفحة التالية
Icon