" صفحة رقم ٦٦٤ "
تتوقع أن يفعل بها فعل هو في شدّته وفظاعته ) فَاقِرَةٌ ( داهية تقصم فقار الظهر، كما توقعت الوجوه الناضرة أن يفعل بها كل خير.
) كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِىَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (
القيامة :( ٢٦ ) كلا إذا بلغت.....
) كَلاَّ ( ردع عن إيثار الدنيا على الآخرة، كأنه قيل : ارتدعوا عن ذلك، وتنبهوا على ما بين أيديكم من الموت الذي عنده تنقطع العاجلة عنكم، وتنتقلون إلى الآجلة التي تبقون فيها مخلدين. والضمير في ) بَلَغَتِ ( للنفس وإن لم يجر لها ذكر، لأنّ الكلام الذي وقعت فيه يدل عليها، كما قال حاتم : أَمَاوِيَّ مَا يُغْني الثَّرَاءُ عَنِ الْفَتَى
إذَا حَشْرَجَتْ يَوْماً وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ
وتقول العرب : أرسلت، يريدون : جاء المطر، ولا تكاد تسمعهم يذكرون السماء ) التَّرَاقِىَ ( العظام المكتنفة لثغرة النحر عن يمين وشمال. ذكرهم صعوبة الموت الذي هو أول مراحل الآخرة حين تبلغ الروح التراقي ودنا زهوقها : وقال حاضرة واصاحبها وهو المحتضر بعضهم لبعض ) مَنْ رَاقٍ ( أيكم يرقيه مما به ؟ وقيل : هو كلام ملائكة الموت : أيكم يرقى بروحه ؟ ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب ؟ ) وَظَنَّ ( المحتضر ) أَنَّهُ الْفِرَاقُ ( أنّ هذا الذي نزل به هو فراق الدنيا المحبوبة ) وَالْتَفَّتِ ( ساقه بساقه والتوت عليها عند علز الموت. وعن قتادة : ماتت رجلاه فلا تحملانه، وقد كان عليهما جوالاً. وقيل : شدّة فراق الدنيا بشدّة إقبال الآخرة، على أن الساق في الشدّة. وعن سعيد بن المسيب : هما ساقاه حين تلفان في أكفانه ) الْمَسَاقُ ( أي يساق إلى الله وإلى حكمه.
) فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى وَلَاكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (
القيامة :( ٣١ ) فلا صدق ولا.....
) فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى ( يعني الإنسان في قوله :) أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن لَنْ نَّجْمَعَ عِظَامَهُ ( ( القيامة : ٣ ) ألا ترى إلى قوله :) أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى ( ( القيامة : ٣٦ )، وهو معطوف على ) يَسْئَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ( ( القيامة : ٦ ) أي : لا يؤمن بالبعث، فلا صدق بالرسول والقرآن. ولا صلى ويجوز أن يراد : فلا صدق ماله، بمعنى : فلا زكاة. وقيل : نزلت في أبي جهل ) يَتَمَطَّى ( يتبختر. وأصله يتمطط، أي : يتمدد، لأن