" صفحة رقم ٦٦٧ "
طَوَتْ أَحْشَاءُ مُرْتَجَةٍ لِوَقْت
عَلَى مَشَجٍ سُلاَلَتُهُ مَهِينُ
ولا يصحّ أمشاج أن يكون تكسيراً له، بل هما مثلان في الإفراد، لوصف المفرد بهما. ومشجه ومزجه : بمعنى. والمعنى من نطفة قد امتزج لها الما آن. وعن ابن مسعود : هي عروق النطفة. وعن قتادة : أمشاج ألوان وأطوار، يريد : أنها تكون نطفة، ثم علقة، ثم مضغة ) نَّبْتَلِيهِ ( في موضع الحال، أي : خلقناه مبتلين له، بمعنى : مريدين ابتلاءه، كقولك : مررت برجل معه صقر صائداً به غداً، تريد : قاصداً به الصيد غداً. ويجوز أن يراد : ناقلين له من حال إلى حال، فسمي ذلك ابتلاء على طريق الاستعارة. وعن ابن عباس : نصرفه في بطن أمّه نطفة ثم علقة. وقيل : هو في تقدير التأخير، يعني : فجعلناه سميعاً بصيراً لنبتليه، وهو من التعسف.
) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (
الإنسان :( ٣ ) إنا هديناه السبيل.....
شاكراً وكفوراً : حالان من الهاء في هديناه، أي : مكناه وأقدرناه في حالتيه جميعاً. أو دعوناه إلى الإسلام بأدلة العقل ( السمع ) كان معلوماً منه أنه يؤمن أو يكفر لإلزام الحجة. ويجوز أن يكونا حالين من السبيل، أي : عرفناه السبيل إما سبيلاً شاكراً وإما سبيلاً كفوراً كقوله :) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَينِ ( ( البلد : ١٠ ) ووصف السبيل بالشكر والكفر مجاز. وقرأ أبو السمال بفتح الهمزة في ( أما ) وهي قراءة حسنة والمعنى : أما شاكراً فبتوفيقنا، وأما كفوراً فبسوء اختياره.
) إِنَّآ أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَ وَأَغْلَالاً وَسَعِيراً (
الإنسان :( ٤ ) إنا أعتدنا للكافرين.....
ولما ذكر الفريقين أتبعهما الوعيد والوعد. وقرىء ( سلاسل ) غير منون.


الصفحة التالية
Icon