" صفحة رقم ٦٦٨ "
( وسلاسلا )، بالتنوين. وفيه وجهان : أحدهما أن تكون هذه النون بدلا من حرف الإطلاق، ويجري الوصل مجرى الوقف. والثاني : أن يكون صاحب القراءة به ممن ضري برواية الشعر ومرن لسانه على صرف غير المنصرف.
) إِنَّ الاٌّ بْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيراً يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْماً كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (
الإنسان :( ٥ ) إن الأبرار يشربون.....
) الاٌّ بْرَارَ ( جمع برّ أو بارّ، كرب وأرباب، وشاهد وأشهاد. وعن الحسن : هم الذين لا يؤذون الذرّ والكأس : الزجاجة إذا كانت فيها خمر، وتسمى الخمر نفسها : كأساً ) مِزَاجُهَا ( ما تمزج به ) كَافُوراً ( ماء كافور، وهو اسم عين في الجنة ماؤها في بياض الكافور ورائحته وبرده. و ) عَيْناً ( بدل منه. وعن قتادة : تمزج لهم بالكافور وتختم لهم بالمسك. وقيل : تخلق فها رائحة الكافور وبياضه وبرده، فكأنها مزجت بالكافور. و ) عَيْناً ( على هذين القولين : بدل من محل ) مِن كَأْسٍ ( على تقدير حذف مضاف، كأنه قيل : يشربون فيها خمراً خمر عين. أو نصب على الاختصاص. فإن قلت : لم وصل فعل الشرب بحرف الابتداء أوّلاً، وبحرف الإلصاق آخراً ؟ قلت : لأنّ الكأس مبدأ شربهم وأوّل غايته ؛ وأما العين فبها يمزجون شرابهم فكان المعنى : يشرب عباد الله بها الخمر، كما تقول : شربت الماء بالعسل ) يُفَجّرُونَهَا ( يجرونها حيث شاؤا من منازلهم ) تَفْجِيرًا ( سهلا لا يمتنع عليهم ) يُوفُونَ ( جواب من عسى، يقول : ما لهم يرزقون ذلك، والوفاء بالنذر مبالغة في وصفهم بالتوفر على أداء الواجبات ؛ لأنّ من وفي بما أوجبه هو على نفسه لوجه الله كان بما أوجبه الله عليه أوفي ) مُسْتَطِيراً ( فاشياً منتشراً بالغاً أقصى


الصفحة التالية
Icon