" صفحة رقم ٦٨٠ "
وَمَهْمَهٍ هَالِكِ مَنْ تَعَرَّجَا ;
) ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ( بالرفع على الاستئناف، وهو وعيد لأهل مكة يريد : ثم نفعل بأمثالهم من الآخرين مثل ما فعلنا بالأولين، ونسلك بهم سبيلهم لأنهم كذبوا مثل تكذيبهم، ويقويها قراءة ابن مسعود ( ثم سنتبعهم ) وقرىء بالجزم للعطف على نهلك. ومعناه : أنه أهلك الأولين من قوم نوح وعاد وثمود، ثم أتبعهم الآخرين من قوم شعيب ولوط وموسى ) كَذَلِكَ ( مثل ذلك الفعل الشنيع ) نَفْعَلُ ( بكل من أجرم إنذاراً وتحذيراً من عاقبة الجرم وسوء أثره.
) أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ فَجَعَلْنَاهُ فِى قَرَارٍ مَّكِينٍ إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (
المرسلات :( ٢٠ ) ألم نخلقكم من.....
) إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ ( إلى مقدار من الوقت معلوم قد علمه الله وحكم به : وهو تسعة الأشهر، أو ما دونها، أو ما فوقها ) فَقَدَرْنَا ( فقدّرنا ذلك تقديراً ) فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ( فنعم المقدّرون له نحن. أو فقدرنا على ذلك فنعم القدرون عليه نحن ؛ والأوّل أولى لقراءة من قرأ ( فقدّرنا بالتشديد ) ولقوله ) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ( ( عبس : ١٩ ).
) أَلَمْ نَجْعَلِ الاٌّ رْضَ كِفَاتاً أَحْيَآءً وَأَمْواتاً وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِىَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ (
المرسلات :( ٢٥ ) ألم نجعل الأرض.....
الكفات : من كفت الشيء إذا ضمه وجمعه : وهو اسم ما يكفت، كقولهم : الضمام والجماع لما يضم ويجمع، يقال : هذا الباب جماع الأبواب، وبه انتصب ) أَحْيَاء وَأَمْواتاً ( كأنه قيل : كافتة أحياء وأمواتاً. أو بفعل مضمر يدل عليه وهو تكفت. والمعنى : تكفت أحياء على ظهرها، وأمواتاً في بطنها. وقد استدل بعض أصحاب الشافعي رحمه الله على قطع النباش بأنّ الله تعالى جعل الأرض كفاتاً للأموات، فكان بطنها حرزاً لهم ؛ فالنباش سارق من الحرز. فإن قلت : لم قيل أحياء وأمواتاً على التنكير، وهي كفات الأحياء والأموات جميعاً ؟ قلت : هو من تنكير التفخيم، كأنه قيل : تكفت أحياء لا يعدون وأمواتاً لا يحصرون، على أنّ أحياء الإنس وأمواتهم ليسوا بجميع الأحياء والأموات. ويجوز أن


الصفحة التالية
Icon