" صفحة رقم ٦٨٦ "
موتاً، جعل اليقظة معاشاً، أي : حياة في قوله :) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشاً ( ( النبأ : ١١ )، أي : وقت معاش تستيقظون فيه وتتقلبون في حوائجكم ومكاسبكم. وقيل : السبات الراحة ) لِبَاساً ( يستركم عن العيون إذا أردتم هرباً من عدوّ، أو بياتاً له. أو إخفاء ما لا تحبون الاطلاع عليه من كثير من الأمور. وَكَمْ لِظَلاَمِ اللَّيْلِ عِنْدَكَ مِنْ يَد
تُخَبِّرُ أَنَّ المَانَوِيَّةَ تَكْذِبُ
) سَبْعاً ( سبع سموات ) شِدَاداً ( جمع شديدة، يعني : محكمة قوية الخلق لا يؤثر فيها مرور الأزمان ) وَهَّاجاً ( متلألئا وقادراً، يعني : الشمس : وتوهجت النار : إذا تلمظت فتوهجت بضوئها وحرها. المعصرات : السحائب إذا أعصرت، أي : شارفت أن تعصرها الرياح فتمطر، كقولك : أجز الزرع، إذا حان له أن يجز. ومنه : أعصرت الجارية إذا دنت أن تحيض. وقرأ عكرمة :( بالمعصرات )، وفيه وجهان : أن تراد الرياح التي حان لها أن تعصر السحاب، وأن تراد السحائب ؛ لأنه إذا كان الإنزال منها فهو بها، كما تقول : أعطى من يده درهما، وأعطى بيده، وعن مجاهد : المعصرات الرياح ذوات الأعاصير. وعن الحسن وقتادة : هي السموات. وتأويله : أن الماء ينزل من السماء إلى السحاب، فكأنّ السموات يعصرن، أي : يحملن على العصر ويمكنّ منه. فإن قلت : فما وجه من قرأ. ) مِنَ الْمُعْصِرَاتِ ( وفسرها بالرياح ذوات الأعاصير، والمطر لا ينزل من الرياح ؟ قلت : الرياح هي التي تنشىء السحاب وتدرّ أخلاقه فصحّ أن تجعل مبدأ للإنزال ؛ وقد جاء أنّ الله تعالى يبعث الرياح فتحمل الماء من السماء إلى السحاب، فإن صحّ ذلك فالإنزال منها ظاهر، فإن قلت : ذكر ابن كيسان أنه جعل المعصرات بمعنى المغيثات، والعاصر هو المغيث لا المعصر. يقال : عصره فاعتصر. قلت : وجهه أن يريد اللاتي أعصرن، أي حان أن تعصر، أي : تغيث ) ثَجَّاجاً ( منصباً بكثرة يقال : ثجه وثج نفسه وفي الحديث :( أفضل الحج : العجّ والثجّ ) أي رفع الصوت بالتلبية، وصب دماء الهدى. وكان ابن عباس مثجاً يسبل غرباً، يعني يثج الكلام ثجا في خطبته. وقرأ الأعرج :( ثجاجاً ) ومثاجج الماء : مصابه، والماء ينثجج في الوادي ) حَبّاً وَنَبَاتاً ( يريد ما