" صفحة رقم ٦٩٥ "
أبلغ من فاعل ؛ وقد قرىء بهما : وهو البالي الأجوف الذي تمر فيه الريح فيسمع له نخير. و ) إِذاً ( منصوب بمحذوف، تقديره : أئذاكنا عظاماً نرد ونبعث ) كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ( منسوبة إلى الخسران، أو خاسر أصحابها. والمعنى : أنها إن صحت فنحن إداً خاسرون لتكذيبنا بها، وهذا استهزاء منهم فإن قلت بم تعلق قوله ) فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ( قلت : بمحذوف، معناه : لا تستصعبوها، فإنما هي زجرة واحدة ؛ يعني : لا تحسبوا تلك الكرة صعبة على الله عز وجل، فإنها سهلة هينة في قدرته، ما هي إلا صيحة واحدة، يريد النفخة الثانية ) فَإِذَا هُم ( أحياء على وجه الأرض بعد ما كانوا أمواتاً في جوفها، من قولهم : زجر البعير، إذا صاح عليه. والساهرة : الأرض البيضاء المستوية، سميت بذلك لأنّ السراب يجري فيها، من قولهم : عين ساهرة جارية الماء، وفي ضدها : نائمة. قال الأشعث بن قيس : وَسَاهِرَةٍ يُضْحِى السَّرابُ مُجَلَّلا
لأَقْطَارِهَا قَدْ جُبْتُهَا مُتَلَثِّمَا
أو لأنّ سالكها لا ينام خوف الهلكة. وعن قتادة : فإذا هم في جهنم.
) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى فَأَرَاهُ الاٌّ يَةَ الْكُبْرَى فَكَذَّبَ وَعَصَى ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى فَحَشَرَ فَنَادَى فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الاٌّ عْلَى فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الاٌّ خِرَةِ وَالاٍّ وْلَى إِنَّ فِى ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى (
النازعات :( ١٥ ) هل أتاك حديث.....
) اذْهَبْ ( على إرادة القول. وفي قراءة عبد الله ( أن اذهب ) لأنّ في النداء معنى القول. هل لك في كذا، وهل لك إلى كذا ؛ كما تقول : هل ترغب فيه، وهل ترغب إليه ) إِلَى أَن تَزَكَّى ( إلى أن تتطهر من الشرك، وقرأ أهل المدينة ( تزكى ) بالإدغام ) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبّكَ ( وأرشدك إلى معرفة الله أنبهك عليه فتعرفه ) فَتَخْشَى ( لأن الخشية لا تكون إلا بالمعرفة. قال الله تعالى :) إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ( ( فاطر : ٢٨ ) أي العلماء به ؛ وذكر الخشية لأنها ملاك الأمر، من خشى الله : أتى منه كل خير. ومن أمن : اجترأ على كل شرّ. ومنه قوله عليه السلام :


الصفحة التالية
Icon