" صفحة رقم ٦٩٦ "
( ١٢٦٥ ) ( من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل ) بدأ مخاطبته بالاستفهام الذي معناه العرض، كما يقول الرجل لضيفه : هل لك أن تنزل بنا، وأردفه الكلام الرقيق ليستدعيه بالتلطف في القول، ويستنزله بالمداراة من عتوه، كما أمر بذلك في قوله :) فَقُولاَ لَهُ قَوْلاً لَّيّناً ( ( طه : ٤٤ )، ) الاْيَةَ الْكُبْرَى ( قلب العصا حية لأنها كانت المقدمة والأصل، والأخرى كالتبع لها ؛ لأنه كان يتقيها بيده، فقيل له : أدخل يدك في جيبك، أو أرادهما جميعاً، إلا أنه جعلهما واحدة ؛ لأن الثانية كأنها من جملة الأولى لكونها تابعة لها ) فَكَذَّبَ ( بموسى والآية الكبرى، وسماهما ساحراً وسحراً ) وَعَصَى ( الله تعالى بعد ما علم صحة الأمر، وأنّ الطاعة قد وجبت عليه ) ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى ( أي لما رأى الثعبان أدبر مرعوباً، يسعى : يسرع في مشيته. قال الحسن كان رجلاً طياشاً خفيفاً. أو تولى عن موسى يسعى ويجتهد في مكايدته، وأريد : ثم أقبل يسعى، كما تقول : أقبل فلان يفعل كذا، بمعنى : أنشأ يفعل، فوضع ) أَدْبَرَ ( موضع : أقبل ؛ لئلا يوصف بالإقبال ) فَحَشَرَ ( فجمع السحرة، كقوله :) فَأَرْسَلَ فِرْعَونُ فِى الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ ( ( الشعراء : ٥٣ ). ) فَنَادَى ( في المقام الذي اجتمعوا فيه معه. أو أمر منادياً في الناس بذلك. وقيل قام فيهم خطيباً فقال تلك العظيمة. وعن ابن عباس : كلمته الأولى :) مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مّنْ إِلَاهٍ غَيْرِى ( ( القصص : ٣٨ ) والآخرة :) أَنَاْ رَبُّكُمُ الاْعْلَى ( ( النازعات : ٣٤ ). ) نَكَالَ ( هو مصدر مؤكد، كوعد الله، وصبغة الله ؛ كأنه قيل : نكل الله به نكال الآخرة والأولى والنكال بمعنى التنكيل، كالسلام بمعنى التسليم. يعني الإغراق في الدنيا والإحراق في الآخرة. وعن ابن عباس : نكال كلمتيه الآخرة، وهي قوله :) أَنَاْ رَبُّكُمُ الاْعْلَى ( والأولى


الصفحة التالية
Icon