" صفحة رقم ٦٩٨ "
لأنه من الماء ) مَتَاعاً لَّكُمْ ( فعل ذلك تمتيعاً لكم ) وَلاِنْعَامِكُمْ ( لأن منفعة ذلك التمهيد واصلة إليهم وإلى أنعامهم.
) فَإِذَا جَآءَتِ الطَّآمَّةُ الْكُبْرَى يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى (
النازعات :( ٣٤ ) فإذا جاءت الطامة.....
) الطَّآمَّةُ ( الداهية التي تطم على الدواهي، أي : تعلو وتغلب. وفي أمثالهم : جرى الوادي فطمَّ على القرى، وهي القيامة لطمومها على كل هائلة. وقيل : هي النفخة الثانية. وقيل : الساعة التي تساق فيها أهل الجنة إلى الجنة وأهل النار إلى النار ) يَوْمَ يَتَذَكَّرُ ( بدل من إذا جاءت، يعني : إذا رأى أعماله مدونة في كتابه تذكرها وكان قد نسيها، كقوله :) أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ( ( المجادلة : ٦ )، و ) مَا ( في ) مَا سَعَى ( موصولة، أو مصدرية ) وَبُرّزَتِ ( أظهرت وقرأ أبو نهيك ( وبرزت ) ) لِمَن يَرَى ( للرائين جميعاً، أي : لكل أحد، يعني : أنها تظهر إظهاراً بينا مكشوفاً، يراها أهل الساهرة كلهم، كقوله : قد بين الصبح لذي عينين، يريد : لكل من له بصر ؛ وهو مثل في الأمر المنكشف الذي لا يخفى على أحد وقرأ ابن مسعود ( لمن رأى ) وقرأ عكرمة ( لمن ترى ) والضمير للجحيم، كقوله :) إِذَا رَأَتْهُمْ مّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ ( ( الفرقان : ١٢ ) وقيل : لمن ترى يا محمد.
) فَأَمَّا مَن طَغَى وَءاثَرَ الْحَيَواةَ الدُّنْيَا فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِىَ الْمَأْوَى (
النازعات :( ٣٧ ) فأما من طغى
) فَأَمَّا ( جواب ) فَإِذَا ( أي : فإذا جاءت الطاقة فإنّ الأمر كذلك والمعنى : فإنّ الجحيم مأواه، كما تقول للرجل : غض الطرف، تريد : طرفك، وليس الألف واللام بدلاً من الإضافة، ولكن لما علم أنّ الطاغى هو صاحب المأوى، وأنه لا يغض الرجل طرف غيره : تركت الإضافة ؛ ودخول حرف التعريف في المأوى والطرف للتعريف، لأنهما معروفان، و ) هِىَ ( فصل أو مبتدأ.
) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِىَ الْمَأْوَى (
النازعات :( ٤٠ - ٤١ ) وأما من خاف.....
) وَنَهَى النَّفْسَ ( الأمارة بالسوء ) عَنِ الْهَوَى ( المردي وهو اتباع الشهوات وزجرها عنه وضبطها بالصبر والتوطين على إيثار الخير. وقيل : الآيتان نزلتا في أبي عزيز بن عمير ومصعب بن عمير، وقد قتل مصعب أخاه أبا عزير يوم أحد، ووقى رسول اللَّه ( ﷺ ) بنفسه


الصفحة التالية
Icon