" صفحة رقم ٧٠٣ "
) كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ فَى صُحُفٍ مُّكَرَّمَةٍ مَّرْفُوعَةٍ مُّطَهَّرَةٍ بِأَيْدِى سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ (
عبس :( ١١ ) كلا إنها تذكرة
) كَلاَّ ( ردع عن المعاتب عليه، وعن معاودة مثله ) إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ ( أي موعظة يجب الاتعاظ والعمل بموجبها ) فَمَن شَاء ذَكَرَهُ ( أي كان حافظاً له غير ناس، وذكر الضمير لأنّ التذكرة في معنى الذكر والوعظ ) فَى صُحُفٍ ( صفة لتذكرة، يعني : أنها مثبتة في صحف منتسخة من اللوح ) مُّكَرَّمَةٍ ( عند الله ) مَّرْفُوعَةٍ ( في السماء. أو مرفوعة المقدار ) مُّطَهَّرَةٍ ( منزهة عن أيدي الشياطين، لا يمسها إلا أيدي ملائكة مطهرين ) سَفَرَةٍ ( كتبة ينتسخون الكتب من اللوح ) بَرَرَةٍ ( أتقياء. وقيل : هي صحف الأنبياء كقوله :) إِنَّ هَاذَا لَفِى الصُّحُفِ الاْولَى ( ( الأعلى : ١٨ ) وقيل السفرة : القرّاء وقيل : أصحاب رسول الله ( ﷺ ).
) قُتِلَ الإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ مِنْ أَىِّ شَىْءٍ خَلَقَهُ مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ كَلاَّ لَمَّا يَقْضِ مَآ أَمَرَهُ (
عبس :( ١٧ - ٢٣ ) قتل الإنسان ما.....
) قُتِلَ الإِنسَانُ ( دعاء عليه، وهي من أشنع دعواتهم لأنّ القتل قصارى شدائد الدنيا وفظائعها. و ) مَا أَكْفَرَهُ ( تعجب من إفراطه في كفران نعمة الله، ولا ترى أسلوباً أغلظ منه، ولا أخشن مساً، ولا أدل على سخط، ولا أبعد شوطاً في المذمة، مع تقارب طرفيه، ولا أجمع للأئمة على قصر متنه ثم أخذ في وصف حاله من ابتداء حدوثه، إلى أن انتهى وما هو مغمور فيه من أصول النعم وفروعها. وما هو غارز فيه رأسه من الكفران والغمط وقلة الالتفات إلى ما يتقلب فيه وإلى ما يجب عليه من القيام بالشكر ) مِنْ أَىّ شَىْء خَلَقَهُ ( من أي شيء حقير مهين خلقه، ثم بين ذلك الشيء بقوله :) مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ ( فهيأه لما يصلح له ويختص به. ونحو ) وَخَلَقَ كُلَّ شَىْء فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ( ( الفرقان : ٢ )، نصب السبيل بإضمار ( يسر ) وفسره بيسر والمعنى : ثم سهل سبيله