" صفحة رقم ٧٠٨ "
حملها عشرة أشهر، ثم هو اسمها إلى أن تضع لتمام السنة، وهي أنفس ما تكون عند أهلها وأعزها ) عُطّلَتْ ( تركت مسيبة مهملة. وقيل : عطلها أهلها عن الحلب والصر، لاشتغالهم بأنفسهم وقرىء ( عطلت ) بالتخفيف ) حُشِرَتْ ( جمعت من كل ناحية. قال قتادة : يحشر كل شيء حتى الذباب للقصاص. وقيل : إذا قضى بينها ردّت تراباً فلا يبقى منها إلا ما فيه سرور لبني آدم وإعجاب بصورته. كالطاووس ونحوه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما : حشرها موتها. يقال : إذا أجحفت السنة بالناس وأموالهم حشرتهم السنة. وقرىء ( حشرت ) بالتشديد ) ) سُجّرَتْ ( قرىء بالتخفيف والتشديد، من سجر التنور : إذا ملأه بالحطب، أي : ملئت وفجر بعضها إلى بعض حتى تعود بحراً واحداً. وقيل : ملئت نيراناً تضطرم لتعذيب أهل النار. وعن الحسن : يذهب ماؤها فلا تبقى فيها قطرة ) زُوّجَتْ ( قرنت كل نفس بشكلها وقيل : قرنت الأرواح بالأجساد. وقيل بكتبها وأعمالها. وعن الحسن هو كقوله :) وَكُنتُمْ أَزْوَاجاً ثَلَاثَةً ( ( الواقعة : ٧ ) وقيل : نفوس المؤمنين بالحور، ونفوس الكافرين بالشياطين وأد يئد مقلوب من آد يؤد : إذا أثقل. قال الله تعالى :) وَلاَ يُؤَدّهِ حِفْظُهُمَا ( ( البقرة : ٢٥٥ )، لأنه إثقال بالتراب : كان الرجل إذا ولدت له بنت فأراد أن يستحييها : ألبسها جبة من صوف أو شعر ترعى له الإبل والغنم في البادية ؛ وإن أراد قتلها تركها حتى إذا كانت سداسية فيقول لأمها : طيبيها وزينيها، حتى أذهب بها إلى أحمائها، وقد حفر لها بئراً في الصحراء فيبلغ بها البئر فيقول لها : انظري فيها، ثم يدفعها من خلفها ويهيل عليهاالتراب، حتى تستوي البئر بالأرض. وقيل : كانت الحامل إذا أقربت حفرت حفرة فتمخضت على رأس الحفرة ؛ فإذا ولدت بنتاً رمت بها في الحفرة، وإن ولدت ابناً حبسته فإن قلت : ما حملهم على وأد البنات ؟ قلت : الخوف من لحوق العار بهم من أجلهنّ. أو الخوف من الإملاق، كما قال الله تعالى :) وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ( ( الإسراء : ٣١ )، وكانوا يقولون : إن الملائكة بنات الله، فألحقوا البنات به، فهو أحق بهنّ. وصعصعة بن ناجية ممن منع الوأد ؛ فيه افتخر الفرزدق في قوله : وَمِنَّا الَّذِي مَنَعَ الْوَائِدَات
فَأَحْيَا الْوَئِيدَ فَلَمْ تُوأَدِ
فإن قلت : فما معنى سؤال المؤودة عن ذنبها الذي قتلت به ؛ وهلا سئل الوائد عن موجب قتله لها ؟ قلت : سؤالها وجوابها تبكيت لقاتلها نحو التبكيت في قوله تعالى


الصفحة التالية
Icon