" صفحة رقم ٧٠٩ "
لعيسى :) قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِى ( إلى قوله :) سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِى أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِى بِحَقّ ( ( المائدة : ١١٦ )، وقرىء ( سألت )، أي : خاصمت عن نفسها، وسألت الله أوقاتلها ؛ وإنما قيل ) قُتِلَتْ ( بناء على أن الكلام إخبار عنها ؛ ولو حكى ما خوطبت به حين سئلت. فقيل : قتلت أو كلاهما حين سئلت لقيل : قتلت. وقرأ ابن عباس رضي عنهما : قتلت، على الحكاية وقرىء ( قتلت )، بالتشديد، وفيه دليل بين على أن أطفال المشركين لا يعذبون، وعلى أن التعذيب لا يستحق إلا بالذنب، وإذا بكت الله الكافر ببراءة الموؤدة من الذنب : فما أقبح به، وهو الذي لا يظلم مثقال ذرّة أن يكرّ عليها بعد هذا التبكيت فيفعل بها ما تنسى عنده فعل المبكت من العذاب الشديد السرمد، وعن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أنه سئل عن ذلك، فاحتجّ بهذه الآية ( نشرت ) قرىء بالتخفيف والتشديد، يريد : صحف الأعمال تطوى صحيفة الإنسان عند موته، ثم تنتشر إذا حوسب. عن قتادة : صحيفتك يا ابن آدم تطوى على عملك، ثم تنشر يوم القيامة، فلينظر رجل ما يملي في صحيفته وعن عمر رضي الله عنه أنه كان إذا قرأها قال : إليك يساق الأمر يا ابن آدم. وعن النبي ( ﷺ ) أنه قال :
( ٢٢٧١ ) ( يحشر الناس عراة حفاة ) فقالت أمّ سلمة : كيف بالنساء ؟ فقال : شغل الناس يا أمّ سلمة قالت : وما شغلهم ؟ قال : نشر الصحف فيها مثاقيل الذرّ ومثاقيل الخردل ) ويجوز أن يراد : نشرت بين أصحابها، أي فرقت بينهم. وعن مرثد بن وداعة : إذا كان يوم القيامة تطايرت الصحف من تحت العرش، فتقع صحيفة المؤمن في يده في جنة عالية، وتقع صحيفة الكافر في يده في سموم وحميم أي مكتوب فيها ذلك، وهي صحف غير صحف الأعمال ) كُشِطَتْ ( كشفت وأزيلت، كما يكشط الإهاب عن الذبيحة، والغطاء عن الشيء وقرأ ابن مسعود ( قشطت ) واعتقاب الكاف والقاف كثير. يقال : لبكت الثريد ولبقته، والكافور والقافور ) سُعّرَتْ ( أوقدت إيقاداً شديداً وقرىء ( سعرت ) بالشديد للمبالغة. قيل : سعرها غضب الله تعالى وخطايا بني آدم ) أُزْلِفَتْ ( أدنيت من المتقين، كقوله تعالى :) وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ ( ( ق : ٣١ )، قيل :