" صفحة رقم ٧٢٤ "
المطففين :( ٢٢ ) إن الأبرار لفي.....
) الاْرَائِكِ ( الأسرة في الحجال ) يُنظَرُونَ ( إلى ما شاؤا مدّ أعينهم إليه من مناظر الجنة، وإلى ما أولاهم الله من النعمة والكرامة، وإلى أعدائهم يعذبون في النار، وما تحجب الحجال أبصارهم عن الإدراك ) نَضْرَةَ النَّعِيمِ ( بهجة التنعم وماءه ورونقه، كما ترى في وجوه الأغنياء وأهل الترفه، وقرىء ( تعرف ) على البناء للمفعول ونضرة النعيم بالرفع. الرحيق الشراب الخالص الذي لا غش فيه ) مَّخْتُومٍ ( تختم أوانيه من الأكواب والأباريق بمسك مكان الطينة. وقيل ) خِتَامُهُ مِسْكٌ ( مقطعه رائحة مسك إذا شرب. وقيل : يمزج بالكافور، ويختم مزاجه بالمسك. وقرىء ( خاتمه )، بفتح التاء وكسرها، أي : ما يختم به ويقطع ) فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ( فليرتغب المرتغبون ) تَسْنِيمٍ ( علم لعين بعينها : سميت بالتسنيم الذي هو مصدر سنمه إذا رفعه : إمّا لأنها أرفع شراب في الجنة وإمّا لأنها تأتيهم من فوق، على ما روى أنها تجري في الهواء متسنمة فتنصب في أوانيهم. و ) عَيْناً ( نصب على المدح. وقال الزجاج : نصب على الحال. وقيل : هي للمقربين، يشربونها صرفاً، وتمزج لسائر أهل الجنة.
) إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ يَضْحَكُونَ وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ وَإِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُواْ إِنَّ هَاؤُلاَءِ لَضَآلُّونَ وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ (
المطففين :( ٢٩ ) إن الذين أجرموا.....
هم مشركو مكة : أبو جهل والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل وأشياعهم : كانوا يضحكون من عمار وصهيب وخباب وبلال وغيرهم من فقراء المؤمنين ويستهزؤن بهم. وقيل : جاء علي ابن أبي طالب رضي الله عنه في نفر من المسلمين فسخر منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا، ثم رجعوا إلى أصحابهم فقالوا : رأينا اليوم الأصلع فضحكوا منه، فنزلت قبل أن يصل عليّ إلى رسول الله ( ﷺ ) ) يَتَغَامَزُونَ ( يغمز بعضهم بعضاً، ويشيرون بأعينهم ) فَكِهِينَ ( ملتذين بذكرهم والسخرية منهم، أي : ينسبون المسلمين إلى الضلال ) وَمَا أُرْسِلُواْ ( على المسلمين ) حَافِظِينَ ( موكلين بهم يحفظون عليهم أحوالهم، ويهيمنون على أعمالهم، ويشهدون برشدهم وضلالهم ؛ وهذاتهكم بهم. أو هو من جملة قول الكفار، وإنهم إذا رأوا المسلين قالوا : إنّ هؤلاء لضالون ؛ وإنهم لم يرسلوا عليهم حافظين إنكاراً لصدّهم إياهم عن الشرك، ودعائهم إلى الإسلام وجدّهم في ذلك.


الصفحة التالية
Icon