" صفحة رقم ٧٣٣ "
وَلاَ عَيْبَ فِيهِمْ غَيْرَ أَنْ سُيُوفَهُمْ
قال ابن الرقيات :
مَا نَقَمُوا مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ إلا أَنَّهُمْ يَحْلُمُونَ إنْ غَضِبُوا
وقرأ أبو حيوة ( نقموا ) بالكسر، والفصيح : هو الفتح. وذكر الأوصاف التي يستحق بها أن يؤمن به ويعبد، وهو كونه عزيزاً غالباً قادراً يخشى عقابه حميداً منعماً. يجب له الحمد على نعمته ويرجى ثوابه ) لَّهُ مُلْكُ السَّمَاواتِ وَالاْرْضِ ( فكل من فيهما تحق عليه عبادته والخشوع له تقديراً، لأن ) مَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ ( هو الحق الذي لا ينقمه إلا مبطل منهمك في الغيّ، وإن الناقمين أهل لانتقام الله منهم بعذاب لا يعدله عذاب ) وَاللَّهُ عَلَى كُلّ شَىْء شَهِيدٌ ( وعيد لهم، يعني أنه علم ما فعلوا، وهو مجازيهم عليه.
) إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُواْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الاٌّ نْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ (
البروج :( ١٠ ) إن الذين فتنوا.....
ويجوز أن يريد بالذين فتنوا : أصحاب الأخدود خاصة، وبالذين آمنوا : المطروحين في الأخدود. ومعنى فتنوهم عذبوهم بالنار وأحرقوهم ) فَلَهُمْ ( في الآخرة ) عَذَابَ جَهَنَّمَ ( بكفرهم ) وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ ( وهي نار أخرى عظيمة تتسع كما يتسع الحريق بإحراقهم المؤمنين. أو لهم عذاب جهنم في الآخرة، ولهم عذاب الحريق في الدنيا، لما روى أن النار انقلبت عليهم فأحرقتهم. ويجوز أن يريد : الذين فتنوا المؤمنين، أي : بلوهم بالأذى على العموم ؛ والمؤمنين : المفتونين ؛ وأن للفاتنين عذابين في الآخرة : لكفرهم، ولفتنتهم.
) إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (
البروج :( ١٢ ) إن بطش ربك.....
البطش : الأخذ بالعنف ؛ فإذا وصف بالشدة فقد تضاعف وتفاقم : وهو بطشه بالجبابرة والظلمة، وأخذهم بالعذاب والانتقام ) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ ( أي يبدىء البطش ويعيده. يعني : يبطش بهم في الدنيا وفي الآخرة. أو دل باقتداره على الابداء والاعادة على شدة بطشه وأوعد الكفرة بأنه يعيدهم كما أبدأهم ليبطش بهم إذ لم يشكروا