" صفحة رقم ٧٣٧ "
ولا يعجز عنه. كقوله : إنني لفقير ) يَوْمَ تُبْلَى ( منصوب برجعه ؛ ومن جعل الضمير في ) رَجْعِهِ ( وفسره برجعه إلى مخرجه من الصلب والترائب أو الإحليل. أو إلى الحالة الأولى نصب الظرف بمضمر ) تُبْلَى السَّرَائِرُ ( ما أسرّ في القلوب من العقائد والنيات وغيرها، وما أخفى من الأعمال وبلاؤها. تعرّفها وتصفحها، والتمييز بين ما طاب منها وما خبث وعن الحسن أنه سمع رجلاً ينشد : سَيَبْقَى لَهَا في مُضْمَرِ الْقَلْبِ وَالْحَشَا
سَرِيرَةُ وُدٍّ يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ
فقال : ما أغفله عما في ) وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ ( ) فَمَا لَهُ ( فما للإنسان ) مِن قُوَّةٍ ( من منعة في نفسه يمتنع بها ) وَلاَ نَاصِرٍ ( ولا مانع يمنعه.
) وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الرَّجْعِ وَالاّرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ وَمَا هوَ بِالْهَزْلِ (
الطارق :( ١١ - ١٤ ) والسماء ذات الرجع
سمي المطر زجعاً، كما سمي أوباً قال : رَبَّاءُ شَمَّاءُ لاَ يَأْوِي لِقُلتِهَا
إلاَّ السَّحَابُ وَإلاَّ الأوْبُ والسَّبلُ
تسمية بمصدرى : رجع، وآب ؛ وذلك أنّ العرب كانوا يزعمون أنّ السحاب يحمل الماء من بحار الأرض، ثم يرجعه إلى الأرض. أو أرادوا التفاؤل فسموه رجعاً. وأوبا، ليرجع ويؤب. وقيل : لأنّ الله يرجعه وقتاً فوقتاً. قالت الخنساء : كالرجع في المدجنة السارية. والصدع : ما يتصدّع عنه الأرض من النبات ) إِنَّهُ ( الضمير للقرآن ) فَصْلٌ ( فاصل بين الحق والباطل، كما قيل له فرقان ) وَمَا هوَ بِالْهَزْلِ ( يعني أنه جدّ كله لا هوادة فيه. ومن حقه وقد وصفه الله بذلك أن يكون مهيباً في الصدور، معظماً في القلوب، يترفع به قارئه وسامعه وأن يلم بهزل أو يتفكه بمزاح، وأن يلقى ذهنه إلى أنّ جبار السموات يخاطبه فيأمره وينهاه، ويعده وبوعده، حتى إن لم يستفزه الخوف ولم تتبالغ فيه الخشية، فأدنى أمره أن يكون جادّا غير هازل، فقد نعى الله ذلك على المشركين