" صفحة رقم ٧٤ "
يقال : ناصه ينوصه إذا فاته. واستناص : طلب المناص. قال حارثة بن بدر : غَمْرُ الْجِرَاءِ إذَا قَصَرْتُ عِنَانَه
بِيَدي اسْتَنَاصَ وَرَامَ جَرْيَ المُسْحِلِ
) وَعَجِبُواْ أَن جَآءَهُم مٌّ نذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَاذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ أَجَعَلَ الاٌّ لِهَةَ إِلَاهاً وَاحِداً إِنَّ هَاذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ (
ص :( ٤ ) وعجبوا أن جاءهم.....
) مُّنذِرٌ مّنْهُمْ ( رسول من أنفسهم ) وَقَالَ الْكَافِرُونَ ( ولم يقل : وقالوا : إظهاراً للغضب عليهم، ودلالة على أنّ هذا القول لا يجسر عليه إلاّ الكافرون المتوغلون في الكفر المنهمكون في الغيّ الذين قال فيهم :) أُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً ( ( النساء : ١٥١ ) وهل ترى كفراً أعظم وجهلاً أبلغ من أن يسموا من صدّقه الله بوحيه كاذباً، ويتعجبوا من التوحيد، وهو الحق الذي لا يصحّ غيره، ولا يتعجبوا من الشرك وهو الباطل الذي لا وجه لصحته. روي :
( ٩٥٤ ) أَنّ إسلام عمر رضي الله تعالى عنه فرح به المؤمنون فرحاً شديداً، وشقّ على قريش وبلغ منهم، فاجتمع خمسة وعشرون نفساً من صناديدهم ومشوا إلى أبي طالب وقالوا : أنت شيخنا وكبيرنا، وقد علمت ما فعل هؤلاء السفهاء، يريدون : الذين دخلوا في الإسلام، وجئناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك، فاستحضر أبو طالب رسول الله ( ﷺ ) وقال : يا ابن أخي، هؤلاء قومك يسألونك السَّواء فلا تمل كل الميل على قومك، فقال رسول الله ( ﷺ ) :( ماذا يسألونني ؟ ) قالوا : ارفضنا وارفض ذكر آلهتنا وندعك وإلاهك، فقال عليه السلام :( أرأيتم إن أعطيتكم ما سألتم أمعطيّ أنتم كلمة واحدة