" صفحة رقم ٧٥ "
تملكون بها العرب وتدين لكم بها العجم ؟ ) فقالوا : نعم وعشراً، أي نعطيكها وعشر كلمات معها، فقال :( قولوا : لا إلاه إلاّ الله ) فقاموا وقالوا :) أَجَعَلَ الاٌّ لِهَةَ إِلَاهاً وَاحِداً إِنَّ هَاذَا لَشَىْءٌ عُجَابٌ ( أي : بليغ في العجب. وقرىء :( عجاب ) بالتشديد، كقوله تعالى :) مَكْراً كُبَّاراً ( ( نوح : ٢٢ ) وهو أبلغ من المخفف. ونظيره : كريم وكرام وكرام : وقوله :) أَجَعَلَ الاٌّ لِهَةَ إِلَاهاً وَاحِداً ( مثل قوله :) وَجَعَلُواْ الْمَلَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَانِ إِنَاثاً ( ( الزخرف : ١٩ ) في أن معنى الجعل التصيير في القول على سبيل الدعوى والزعم، كأنه قال : أجعل الجماعة واحداً في قوله، لأنّ ذلك في الفعل محال.
) وَانطَلَقَ الْمَلأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُواْ وَاْصْبِرُواْ عَلَىءَالِهَتِكُمْ إِنَّ هَاذَا لَشَىْءٌ يُرَادُ مَا سَمِعْنَا بِهَاذَا فِى الْمِلَّةِ الاٌّ خِرَةِ إِنْ هَاذَا إِلاَّ اخْتِلاَقٌ (
ص :( ٦ ) وانطلق الملأ منهم.....
) الْمَلاَ ( أشراف قريش، يريد : وانطلقوا عن مجلس أبي طالب بعد ما بكتهم رسول الله ( ﷺ ) وسلم بالجواب العتيد، قائلين بعضهم لبعض ) امْشُواْ وَاْصْبِرُواْ ( فلا حيلة لكم في دفع أمر محمد ) إِنَّ هَذَا ( الأمر ) لَشَىْء يُرَادُ ( أي : يريده الله تعالى ويحكم بإمضائه، وما أراد الله كونه فلا مردّ له ولا ينفع فيه إلا الصبر، أو أن هذا الأمر لشيء من نوائب الدهر يراد بنا فلا انفكاك لنا منه : أو أن دينكم لشيء يراد، أي : يطلب ليؤخذ منكم وتغلبوا عليه. و ( أن ) بمعنى أي : لأنّ المنطلقين عن مجلس التقاول لا بدّ لهم من أن يتكلموا ويتفاوضوا فيما جرى لهم، فكان انطلاقهم مضمناً معنى القول : ويجوز أن يراد بالانطلاق : الاندفاع في القول، وأنهم قالوا : امشوا، أي : أكثروا واجتمعوا، من مشت المرأة إذا كثرت ولادتها. ومنه : الماشية، للتفاؤل، كما قيل لها : الفاشية. قال رسول الله ( ﷺ ) :
( ٩٥٥ ) ( ضموا فواشيكم ) ومعنى ) وَاْصْبِرُواْ عَلَىءالِهَتِكُمْ ( : واصبروا على عبادتها والتمسك بها حتى لا تزالوا عنها، وقرىء :( وانطلق الملأ منهم امشوا ) بغير ( أن ) على إضمار القول. وعن ابن مسعود :( وانطلق الملأ منهم يمشون أن اصبروا ) ) فِى الْمِلَّةِ الاْخِرَةِ ( في ملة عيسى التي هي آخر الملل ؛ لأنّ النصارى بدعونها وهم مثلثة غير موحدة. أو في ملة قريش التي أدركنا عليها آباءنا. أو ما سمعنا بهذا كائناً في الملة


الصفحة التالية
Icon