" صفحة رقم ٧٤٠ "
الأرض : باب واسع، وشوط بطين، لا يحيط به وصف واصف ؛ فسبحان ربي الأعلى. وقرىء :( قدر ) بالتخفيف ) أَحْوَى ( صفة لغثاء، أي ) أَخْرَجَ الْمَرْعَى ( أنبته ) فَجَعَلَهُ ( بعد خضرته ورفيفه ) غُثَاء أَحْوَى ( دربنا أسود. ويجوز أن يكون ) أَحْوَى ( حالا من المرعى، أي : أخرجه أحوى أسود من شدّة الخضرة والري، فجعله غثاء بعد حوّيه.
) سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنسَى إِلاَّ مَا شَآءَ اللَّهُ إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ وَمَا يَخْفَى (
الأعلى :( ٦ ) سنقرئك فلا تنسى
بشره الله بإعطاء آية بينة، وهي : أن يقرأ عليه جبريل ما يقرأ عليه من الوحي وهو أمي لا يكتب ولا يقرأ، فيحفظه ولا ينساه ) إِلاَّ مَا شَاء اللَّهُ ( فذهب به عن حفظه برفع حكمه وتلاوته، كقوله :) أَوْ نُنسِهَا ( ( البقرة : ١٠٦ ) وقيل : كان يعجل بالقراءة إذا لقنه جبريل، فقيل : لا تعجل، فإنّ جبريل مأمور بأن يقرأه عليك قراءة مكررة إلى أن تحفظه ؛ ثم لا تنساه إلا ما شاء الله، ثم تذكره بعد النسيان. أو قال : إلا ما شاء الله، يعني : القلة والندرة، كما روى
( ١٢٩٢ ) أنه أسقط آية في قراءته في الصلاة، فحسب أبي أنها نسخت، فسأله فقال : نسيتها أو قال : إلا ما شاء الله الغرض نفى النسيان رأساً كما يقول الرجل لصاحبه أنت سهيمي فيما أملك إلا فيما شاء الله ولا يقصد استثناء شيء وهو استعمال القلة في معنى النفي. وقيل قوله :) فَلاَ تَنسَى ( على النهي، والألف مزيدة للفاصلة، كقوله :) السَّبِيلاْ ( ( الأحزاب : ٦٧ )، يعني : فلا تغفل قراءته وتكريره فتنساه، إلا ما شاء الله أن ينسيكه برفع تلاوته للمصلحة ) إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ ( يعني أنك تجهر بالقراءة مع قراءة جبريل عليه السلام مخافة التفلت، والله يعلم جهرك معه وما في نفسك مما يدعوك إلى الجهر، فلا تفعل، فأنا أكفيك ما تخافه. أو يعلم ما أسررتم وما أعلنتم من أقوالكم وأفعالكم، وما ظهر وبطن من أحوالكم، وما هو مصلحة لكم في دينكم ومفسدة فيه،


الصفحة التالية
Icon