" صفحة رقم ٧٤٤ "
( سورة الغاشية )
مكية، وآياتها ٢٦ ( نزلت بعد الذاريات )
بسم اللَّه الرحمن الرحيم
) هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ (الغاشية :( ١ ) هل أتاك حديث.....
) الْغَاشِيَةِ ( الداهية التي تغشى الناس بشدائدها وتلبسهم أهوالها. يعني القيامة، من قوله :) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ ( ( العنكبوت : ٥٥ )، وقيل : النار، من قوله :) وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّارُ ( ( إبراهيم : ٥٠ )، ) وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ( ( الأعراف : ٤١ )، ) يَوْمَئِذٍ ( يوم إذ غشيت ) خَاشِعَةٌ ( ذليلة ) عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ ( تعمل في النار عملاً تتعب فيه، وهو جرها السلاسل والأغلال، وخوضها في النار كما تخوض الإبل في الوحل، وارتقاؤها دائبة في صعود من نار، وهبوطها في حدور منها. وقيل : عملت في الدنيا أعمال السوء والتذت بها وتنعمت، فهي في نصب منها في الآخرة، وقيل : عملت ونصبت في أعمال لا تجدي عليها في الآخرة. من قوله ) وَقَدِمْنَا إِلاَّ مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ ( ( الفرقان : ٢٣ ). ) وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ( ( الكهف : ١٠٤ )، ) أُولَئِكَ الَّذِينَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ ( ( آل عمران : ٢٢ )، وقيل : هم أصحاب الصوامع، ومعناه : أنها خشعت لله وعملت ونصبت في أعمالها من الصوم الدائب، والتهجد الواصب وقرىء ( عاملة ناصبة ) على الشتم. قرىء ( تصلى ) بفتح التاء. وتصلى بضمها. وتصلى بالتشديد. وقيل : المصلى عند العرب : أن يحفروا حفيراً فيجمعوا فيه جمراً كثيراً، ثم يعمدوا إلى شاة فيدسوها وسطه، فأما ما يشوى فوق الجمر أو على المقلى أو في التنور، فلا يسمى مصلياً ) ءانِيَةٍ ( متناهية في الحرّ، كقوله :) وَبَيْنَ حَمِيمٍ ءانٍ ( ( الرحمن : ٤٤ ) الضريع يبيس