" صفحة رقم ٧٤٥ "
الشبرق، وهو جنس من الشوك ترعاه الإبل ما دام رطباً، فإذا يبس تحامته الإبل وهو سم قاتل قال أبو ذؤيب : رَعَى الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حَتَّى إذَا ذَوَى
وَعَادَ ضَرِيعاً بَانَ عَنْهُ النَّحَائِصُ
وقال : وَحُبِسَ فِي هَزْمِ الضِّرِيعِ فَكُلْهَا
حَدْبَاءُ دَامِيَةُ الْيَدَيْنِ حَرُودُ
فإن قلت : كيف قيل ) لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ ( وفي الحاقة ) لا طَعَامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ ( ( الحاقة : ٣٦ ) قلت : العذاب ألوان، والمعذبون طبقات ؛ فمنهم أكلة الزقوم ومنهم أكلة الغسلين، ومنهم أكلة الضريع :( لكل باب منهم جزء مقسوم ) لاَّ يُسْمِنُ ( مرفوع المحل أو مجروره على وصف طعام. أو ضريع، يعني : أنّ طعامهم من شيء ليس من مطاعم الإنس، وإنما هو شوك والشوك مما ترعاه الإبل وتتولع به. وهذا نوع منه تنضر عنه ولا تقربه. ومنفعتا الغذاء منتفيتان عنه : وهما إماطة الجوع، وإفادة القوّة والسمن في البدن. أو أريد : أن لا طعام لهم أصلاً : لأن الضريع ليس بطعام للبهائم فضلاً عن الإنس ؛ لأن الطعام ما أشبع أو أسمن، وهو منهما بمعزل كما تقول ليس لفلان ظل إلا الشمس، تريد : نفي الظل على التوكيد. وقيل : قالت كفار قريش : إن الضريع لتسمن عليه إبلنا فنزلت ) لاَّ يُسْمِنُ ( فلا يخلوا إما أن يتكذبوا ويتعنتوا بذلك وهو الظاهر، فيردّ قولهم بنفي السمن والشبع. وإما أن يصدقوا فيكون المعنى : أن طعامهم من ضريع ليس من جنس ضريعكم، إنما هو من ضريع غير مسمن ولا مغن من جوع.
) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَى نَاراً حَامِيَةً تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ ءَانِيَةٍ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِى مِن جُوعٍ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ
الغاشية :( ٢ ) وجوه يومئذ خاشعة


الصفحة التالية
Icon